221

Min al-naql ilā al-ibdiʿ (al-mujallad al-awwal al-naql): (2) al-naṣṣ: al-tarjama – al-muṣṭalaḥ – al-taʿlīq

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق

Genres

21

وبعد الحديث عن القدماء استمر الوعي التاريخي عند الشراح بعد أرسطو، بل أصبح أكثر ازدهارا.

22

وإرجاع النص إلى الفلسفة اليونانية يعني التفسير الحضاري للنص وإعطاء معلومات عنه، باعتباره نصا محليا إلى حضارة معينة وهي طريقة أرسطو مؤرخا؛ فالشارح أيضا مؤرخ للنص داخل حضارته، خاصة وأن نص أرسطو نفس حوار مع الفلاسفة السابقين؛ فأرسطو يمثل البنية والحضارة اليونانية قبله تمثل التطور، كما يفعل ابن رشد في «تفسير ما بعد الطبيعة» بالنسبة لفهمه لدور أرسطو في تاريخ الفلسفة اليونانية، ودوره هو بالنسبة لتاريخ الفلسفة الإسلامية، تأكيدا للتشابه على الدورين؛ لذلك يحتوي الشرح على ما سماه الأصوليون تحقيق المناط؛ أي تحويل النص إلى واقع، والحكم إلى تاريخ، والإشارة إلى الأشياء التي يشير إليها النص. وهي في هذه الحالة إحالة الأفكار إلى أصحابها، والآراء إلى الفلاسفة القائلين بها.

23

وقد تكون الإشارة إلى النص اليوناني فرصة لإجراء تاريخ للفكر اليوناني، ووضع النص في إطاره الحضاري الذي نشأ فيه، ووضع الجزء في الكل، والانتقال من أرسطو إلى زينون، ومن التحليلات الأولى إلى حجج زينون في إبطال الحركة.

24

وكما جرت العادة تم إلحاق مدخل فرفوريوس الصوري تلميذ أفلوطين اللوقوبولي كتابه في المنطق بعد أن تمت ترجمته. وقد كان الشرح والإضافة من داخل النص من قبل. والآن هناك زيادة من خارج النص، نص آخر في نفس العلم، وهو المنطق لمؤلف آخر هو فرفوريوس لإكمال مجموع الكتابات المنطقية في الحضارة اليونانية لأرسطو ولغيره.

25

والعجيب أنه لم يتساءل أحد لا من القدماء ولا من المحدثين، كيف يكتب تلميذ أفلوطين هذه المقدمة، وهو ليس أرسطيا بل إشراقيا، وشتان ما بين العقل والإشراق، بين المنطق والتصوف.

Unknown page