Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
يعني لأن الدليل إذا كان حيث نظر فيه ولم ينظر في وجه دلالته لايولد العلم مع أن التعلق بينه وبين المدلول ثابت ونفس الأمر فأولى في الشبهة إذ لاتعلق لها معلوم ولاثابت في نفس الأمر ولاوجه دلالة.
قوله: (من الوجه الذي كانت له شبهة أن يولد الجهل لنا).
مثاله: إذا نظرنا في شبهة المجبرة وقولهم قد ثبت أن اللون والجسم اشتركا في صحة الرؤية لهما فلابد من أمر يشتركان فيه لجله اشتركا في صحة الرؤية وليس إلا الوجود فيلزم مثله في حقه تعالى فمن المعلوم أنا إذا نظرنا فيها لم يولد لنا اعتقاد أنه تعالى يرى.
واعلم أن هذا وجه أبرزه الشيخ أبو عبدالله للشيخ أبي علي بن خلاد فارتضاه وقرره وعليه سؤالات واردة متعددة مبسوطة في التذكرة ولاحاجة إلى تعديدها إذ هي غير قادحة بل مدفوعة وإنما لزم ما ذكره رحمه الله لأن من حق السبب ألا يختلف توليده بحسب اختلاف الفاعلين له.
فإن قيل: فيلزمكم إذا نظر الخصم في دليلكم على الوجه الذي يدل أن يحصل له العلم متولدا عن ذلك النظر.
قلنا: إذا نظر بعين الإنصاف ولم يكابر حكم عقله ولد ذلك النظر له العلم ونحن نلتزمه ولا نأباه.
قوله: (وقربت من هذا الكلام في الظن).
يعني في أنه كان يلزم فيمن نظر في الأمارة التي حصل بالنظر فيها الظن لواحد معين أن يحصل له الظن إذا كان ذلك على سبيل التوليد لأن الأسباب لايختلف توليدها على ما تقدم آنفا، ومعلوم أنه قد يحصل الظن لناظر في أمارة ولايحصل لآخر دليله المسائل الاجتهادية ونحوها، فدل على أن حصول الظن بدعاء الداعي وإنما جعله قريبا من الأول ولم يجعله مثله لن الحال في المارة أخفى من الشبهة فقل من ينظر في الأمارة الصحيحة فلا يحصل له الظن بخلاف الشبهة فإن الذي ذكر فيها في غاية التجلي والله أعلم.
فصل
وإنما يولد العلم إذا وقع في دليل أو طريقة نظر.
قوله: (أن ينظر في ذات فيحصل له العلم بذات أخرى).
Page 197