176

Al-Miʿrāj ilā Kashf Asrār al-Minhāj

المعراج إلى كشف أسرار المنهاج

Genres

Qur’an

أراد أن يبين أن من النظار ما يحصل عنده العلم وليس بمولد له وهو النظر في تبين مراد الغير بكلامه فلا يتوهم أنه إذا تكلم ونظر أحدنا وفكر في مراده علم مراده أن العلم متولد عن نظره فإنه ضروري بالعادة ودليل كونه ضروريا حصول علامة الضروري فيه من عدم انتفائه بالشك والشبهة ودليل كونه بالعادة أن أحدنا قد ينظر في تبين مراد الغير فيعلمه وقد لايعلمه ولو كان متولدا عنه لتولد عنه على سبيل الاستمرار ألا ترى أن النظر في الدلالة لما كان مولدا للعلم إذا وقع على الوجه الصحيح ولده على سبيل الاستمرار وقد ذكر ابن متويه رحمه الله في تذكرته كون هذا العلم ليس عن هذا النظر.

ويمكن أن يقال أن هذا من المصنف جواب عن سؤال يقدر تقريره أن النظر في تبين مراد الغير بكلامه بعد سماعه يحصل عنه العلم ويولده مع أن كلامه غير دليل على مراده لانتفاء الحكمة إذ لايقطع بأنه أظهر ما في نفسه ولم يلتبس إلا إذا كان معصوما ولكن كلامه أمارة فقد بان أن النظر في الأمارة يولد العلم وإذا كان كذلك فأولى أن يولد النظر فيها الظن ويكون تقرير الجواب أن هذا العلم غير متولد عن النظر في كلامه فلا يلزمنا ما قلتم وإنما هو ضروري.

قوله: (لأنه لاتعلق للشبهة).

يعني مع أنه لامولد النظر في شيء العلم بغيره ولأنه اعتقاد إلا إذا كان بين ما تعلق به النظر وبين ما ولد العلم به أو الاعتقاد تعلق وإلا لم يكن بأن تولد العلم به أو الاعتقاد أولى من غيره ولاتعلق بين الشبهة وما ولد النظر فيها الجهل به إذ لو كان لها تعلق كانت دليلا ولم تكن شبهة وسيأتي بيان التعلقات المذكورة بين الدليل والمدلول، ووجه اشتراطها إن شاء الله تعالى .

قوله: (بأن لايكون عالما بوجه دلالته).

مثاله من نظر في العالم من حيث وجوده من دون أن ينظر في وجه دلالته وهي الحدوث.

قوله: (فأولى في النظر في الشبهة).

Page 196