197

Mawrid Latafa

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Investigator

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Publisher

دار الكتب المصرية

Publisher Location

القاهرة

وَفِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وثلثمائة لقب المستكفي نَفسه: «إِمَام الْحق»، وَدخل معز الدولة أَحْمد بن بويه بَغْدَاد - وَهُوَ أول من ملكهَا من الديلم بِإِذن المستكفي غصبا عَلَيْهِ - ودام أشهرا. ثمَّ وَقعت الوحشة بَينه وَبَين المستكفي فِي جُمَادَى الْآخِرَة [من] سنة أَربع وَثَلَاثِينَ الْمَذْكُورَة، وَدخل معز الدولة بحواشيه على الْخَلِيفَة المستكفي؛ فَوقف وَالنَّاس وقُوف على مَرَاتِبهمْ؛ فَتقدم إثنان من الديلم فطلبا من الْخَلِيفَة الرزق؛ فَمد الْخَلِيفَة يَده إِلَيْهِمَا - ظنا مِنْهُ أَنَّهُمَا يُريدَان تقبيلها - فجذباه من السرير وطرحاه إِلَى الأَرْض، وجراه بعمامته. وهجم الديلم دَار الْخلَافَة إِلَى الْحرم، ونهبوا، وقبضوا على القهرمانة وخواص الْخَلِيفَة. وَمضى معز الدولة إِلَى منزله، وَسَاقُوا المستكفي مَاشِيا إِلَيْهِ. وَلم يبْق فِي دَار الْخلَافَة شئ. وخلع المستكفي، ثمَّ سلمت يَوْمئِذٍ عَيناهُ، فَصَارَ ثَالِث خَليفَة قد سمل - كَمَا أَشَارَ إِلَيْهِ القاهر المسمول أَولا حَسْبَمَا تقدم -. فَكَانَت خلَافَة المستكفي سنة وَأَرْبَعَة أشهر ويومين. وَتُوفِّي بعد ذَلِك فِي سنة ثَمَان وَثَلَاثِينَ، وعمره سِتا وَأَرْبَعُونَ سنة. ثمَّ أحضر معز الدولة أَبَا الْقَاسِم الْفضل بن المقتدر [جَعْفَر] وَبَايَعُوهُ بالخلافة، ولقبوه: [الْمُطِيع بِاللَّه] .

1 / 199