Maṭmaḥ al-Āmāl fī Īqāẓ Juhhalat al-ʿUmmāl min Sīrat al-Ḍalāl
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Genres
Sufism
Your recent searches will show up here
Maṭmaḥ al-Āmāl fī Īqāẓ Juhhalat al-ʿUmmāl min Sīrat al-Ḍalāl
Al-Qāḍī al-ʿAllāma al-Ḥusayn b. al-Nāṣir b. ʿAbd al-Ḥafīẓ al-Mihla al-Sharafī (d. 1111 / 1699)مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Genres
( 705 - 773 ه / 1305 - 1371 م)
وأما الإمام المهدي لدين الله: علي بن محمد بن علي بن [يحيى بن] منصور بن مفضل عليه السلام فنشأ على ما عليه سلفه الصالح من الخصال الفائقة الرائقة التي اشتهرت في كل زمان ومكان.
حضر بيعته خمسمائة من أهل العلم والعمل، والزهد والورع، وعارضه الواثق بالله: المطهر بن محمد، ثم أجمع الناس على الإمام، وكان الواثق سليم الطوية سلس القياد، فاجتمع به وسلم الأمر له، فخرج الإمام لصلاة العيد في عالم عظيم، وأمر الواثق بالصلاة فصلى بالناس، وخطب خطبة بليغة ذكر فيها الإمام، وأنه يجب طاعته عليه وعلى جميع المسلمين، فوصفه بما هو أهله، وأسهب وأطنب، وأظهر رجوعه عن الإمام، وبايع على رؤوس الأشهاد، ولم يزل الإمام المهدي على الأحوال الرضية والسيرة المرضية، فأحيى معالم الدين، وأزال ظلم الظالمين، ورفع عن الرعية المكوسات، ونظر في الظلامات، وحصل الفقراء والمساكين في وقته على ما فرض لهم من الزكوات والصدقات، وكان من العبادة والزهادة والورع عن المحرمات بمحل لا يخفى على أحد من البريات، حتى ابتدأه الألم في (ذمار).
قال في (كاشفة الغمة): كان [عليه السلام] في الفضل في أعلى الدرجات، والمحافظة على وظائف العبادات من الواجبات، والمسنونات من الصيام في الأيام المختارات، والشهور الفاضلات، والزيادة من الصلوات وأنواع القربات، والوقوف عند الشبهات، والتجنب للمكروهات، ولا يفتر لسانه عن ذكر الله في الخلوات.
وأما ورعه عليه السلام فكان كالمعصوم عن الإخلال بالواجبات، وارتكاب المقبحات، ولو بقيت العصمة لأحد غير من جاء الشرع بعصمته لكانت له عليه السلام.
فلله ذاك الواحد المتفرد[44أ]
هو الناس في المعنى وإن كان واحدا
Page 217