Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Genres
[(43) الإمام: أحمد بن سليمان (المتوكل على الله)]
( 500 - 566 ه / 1106 - 1170 م)
وأما الإمام الأعظم المتوكل على الله [41ب] أحمد بن سليمان فهو من الأئمة السابقين، وعيون العلماء المحققين، جمع بين العلم والعمل وله في الزهد وتأثير الآخرة على الدنيا مقام عظيم كما عبر به عن نفسه في قصيدته المشهورة في الزهد التي أولها:
وأبكي ذنوبي اليوم إن كنت باكيا
دعيني أطفي عبرتي ما بدا ليا
وله في صباه:
حباها به رب العباد اطمأنت
وعادت إلى التقوى وصامت وصلت
من الرزق أمست في الهموم وضلت
إلى حملها قسرا وخانت وضلت
يقين فلا يخشى اللتيا ولا التي
ولم يعطها عند المنى ما تمنت
وإن سئمت صرف الزمان وملت
وذلت لرب الناس إلا وعزت
يملكها أمرا وإن هي زلت
وتقواك رأس المال فاجعله عدتي
شهيدا ولا تدحض بذلك حجتي
وإن عظمت يوما لديك وجلت
وقد كملت مني الفروض وتمت
إذا أعطيت نفس الفتى قوتها الذي
وطابت ولم تغلبه إن كان عاقلا
وإن هي لم تعط الذي حبيت به
وكان قصارى أمرها أن ترده
فأما أخو التقوى الصحيح ومن له
إذا ما تمنت نفسه الشيء ردها
يكلفها مالا تريد وتشتهي
وما تعبت نفس وهانت وأنصبت
ويمنعها من كل ما هويت ولا
فيارب فارزقني اليقين فإنه
وزدني علما نافعا وتوفني
وكفر ذنوبي رب واغفر خطيئتي
وآخر رجائي رب حتى تميتني
ولقد كانت أيامه بالعدل زاهرة، ولياليه بعمارة زاد الآخرة عامرة فرحمة الله عليه وسلامه.
Page 205