Matmah Amal
مطمح الآمال في إيقاظ جهلة العمال من سيرة الضلال
Genres
[(29)الإمام الحسن بن علي بن الحسن(الناصر الأطروش)]
( 225 - 304 ه / 840 - 917 م)
وأما الإمام الناصر للحق أبو محمد: الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام فهو الإمام المحيط بالعلوم كلها.
كان يقول: (حفظت من كتب الله ثلاثة عشر كتابا، فما انتفعت منها كانتفاعي بكتابين: أحدهما: الفرقان لما فيه من التسلية لأبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بما كابده السلف الصالحون من الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم والثاني: كتاب دانيال لما فيه أن الشيخ الأصم يخرج ببلد يقال لها (ديلمان) ويكابد من أصحابه وأعدائه جميعا مالا يقدر قدره، ولكن عاقبته محمودة) وكان نظير الهادي [عليه السلام] في فضله وعلمه وزهده وبلاغته وشجاعته.
قال [عليه السلام] في بعض مقاماته في مدينة (آمل) وقد ازدحم عليه طبقات الرعية في مجلسه: (أيها الناس إني دخلت بلاد (الديلم) وهم مشركون لا يعرفون خالقا فدعوتهم إلى الإسلام حتى دخلوا فيه فعرفوا التوحيد والعدل وهدى الله بي منهم زهاء مائتي ألف رجل وامرأة، فهم الآن يتكلمون في التوحيد والعدل ويناظرون عليهما، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؛ وأنتم معاشر الرعية ليس عليكم دوني حجاب ولا على رأسي أحد من أعوان الظلمة، كبيركم أخي وشابكم ولدي، لا آنس إلا بأهل العلم منكم. في كلام له عليه السلام طويل، وكان خشنا زاهدا ورعا عابدا مقبلا على العبادة.
قال عليه السلام: (ليس لي شبر أرض ولا يكون لي إن شاء الله، ومهما رأيتموني أقتنى ذلك فاعلموا أني قد خنتكم فيما دعوتكم إليه).
ومن شعره [عليه السلام]:
وتصديق وعد الغيب رأي عيان
مدين فقلبي دائم الخفقان
فمن موبق أو فائز بجنان
وأظهرت أحكام الهدى ببيان
أراني أهوال المعاد بصيرتي
وأيقنت أني بالذي قد كسبته
وأن وعيد الله حق ووعده
Page 184