16

Matlab Hamid

المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد

Publisher

دار الهداية للطباعة والنشر والترجمة

Edition Number

الطبعه الأولى ١٤١١هـ ١٩٩١م

يزيد فنزلوا جميعا الشعرا فجد في حربهم بكل كيد فأعجزه الله تعالى عن ذلك البناء الضعيف الذي لم يتأهب أهله الحرب بالبنا ولا بالسلاح فأبطل الله كيده ورده عنهم بعد الأياس والافلاس فسلط الله المسلمين على من كان معه من الأعراب خصوصا مطير فأوقع الله بهم في العداوة ومعهم مطلق الجربا فهزمهم الله تعالى وغنم المسلمون جميع ماكان معهم من الابل والخيل وسائر المواشي فصار ماذكرناه من نصر الله وتأييده لأهل هذا الدين عبرة عظيمة وفي جملة قتلاهم حصان ابليس وبعد ما ذكرناه جد غالب في الحرب واجتهد لكن صار حربه للأعراب ولم يتق النير فيغدوا على من إستضعفه ويغير فأعطى الله أعراب المسلمين الظفر عليه في عدة وقعات من أعظمها وقعة الخرمه على يد ربيع وغزوه من أهل الوادي وبعض قحطان فهزمه الله تعالى واشتد القتل في عسكره فأخذوا جميع ماكان معه من المواشي وغيرها فصار بعد ذلك في ذل وهوان ففتح الله الطائف للمسلمين وصار أميره عثمان بن عبد الرحمن فاجتمع فيه دوله للمسلمين وساروا لحرب الشريف ومعهم عبد الوهاب أبو نقطة أمير عسير وسالم ابن شكبان أمير أهل بيشة فنزلوا دون الحرم فخرج إليهم عسكر من مكة فقتلوه فطلب الشريف المذكور منهم الأمان فلم يقبلوا منه إلا الدخول في الإسلام والبيعة للامام سعود فأعطاهم البيعة على يد رجال بعثوهم إليه هذا بعد وقعات تركنا ذكرها كراهة الإطالة لأن القصد بهذا الوضع الاعتبار بما جرى لأهل هذه الدعوة من النصر التأييد والظهور على قلة أسبابهم وكثرة عدوهم وقوته وذلك من آيات الله وبيناته على أن ماقام به الشيخ في حال فساد الزمان أنه الدين الذي بعث الله به المرسلين وتبين أن هذه الطائفة في هذه الأزمنة هي الطائفة المذكورة في قوله: ﷺ ولاتزال طائفة من أمتي على الحق منصورة

1 / 20