255

Matalic Anwar

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

Investigator

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

Publisher

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1433 AH

Publisher Location

دولة قطر

قوله تعالى: ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً﴾ [التوبة: ١٠] فسره البخاري بـ "الْقَرَابَة" (١) وكذلك فسره غيره، وقيل: الإل (٢) هنا اسم من أسماء الله ﷿، وهذا لا يصح على أصولنا. وقيل: "الْإِلُّ": العهد، وهو الذمة نفسه كُرر لاختلاف اللفظين. وقيل: الحلف. وقيل: الجِوار. وقيل اليمين. وجمعه القليل: إِلالٌ، والكثير: آلال.
وفي حديث ذكر: "الألَنْجُوجُ" في مَجَامِر أهل الجنة في تفسير الألوة، وهو العود الهندي، ويقال: يلَنْجُوج - بالياء - وألَنْجَجُ، ويَلَنْجَجُ، ووقع في كتاب الأصيلي: "الأَنْجُوجُ" (٣) بالنون بغير لام، وهو وهم وتصحيف (٤).
قوله ﷺ: "اقْرَؤوا القُرْاَنَ مَا اْئْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ" (٥) أي: ما اجتمعت ولم تختلفوا فيه، يقال: ائتلف الشيء يأتلف ائتلافًا، فهو مؤتلف إذا اجتمع، وأَلَّفْتُ وأَلَّفْتُه: جمعته، ومنه: ﴿فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ﴾ [آل عمران: ١٠٣] أي: جمعها بعد الشتات، ومعنى الحديث: النهي عن الاختلاف في القرآن، قيل: لعله

(١) البخاري قبل حديث (٣١٦٢)، وفيه: "الإلُّ: القرابة".
(٢) في (س): (الأول).
(٣) البخاري (٣٣٢٧) من حديث أبي هريرة، وكتب في هامش اليونينية ٢/ ١٣٢: ضبطه من الفرع. ثم أشار أنه وقع لأبي ذر الهروي: "الألَنْجُوجُ" وهي الرواية التي صدر المصنف بها الكلام.
(٤) ورد في هامش (س) ما نصه: حيث قال، ويكون على أفنعل في الاسم والصفة، ثم ذكر ألنججا وألنددا. اهـ. قلت [المحقق]: وما ذكره المصنف أنه وهم وتصحيف، وكذا قال الحافظ في "هدي الساري" ص ٨٨، هو الأكثر، ولم يذكر القاضي في "المشارق" ١/ ٩٣ أنه وهم وتصحيف، والله أعلم.
(٥) البخاري (٥٠٦١. ٧٣٦٥)، مسلم (٢٦٦٧) عن جندب بن عبد الله البجلي.

1 / 258