Matalic Anwar

مطالع الأنوار على صحاح الآثار

Investigator

دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث

Publisher

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Publisher Location

دولة قطر

Genres

مطالع الأنوار على صحاح الآثار في فتح ما استغلق من كتاب الموطأ والبخاري ومسلم وإيضاح مبهم لغاتها وبيان المختلف من أسماء رواتها وتمييز مشكلها وتقييد مهملها تأليف الفقيه المحدث العلامة الحافظ أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم الحمزي الوهراني ابن قُرْقُول (٥٠٥ - ٥٦٩ هـ) تحقيق دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث المجلد الأول (أب) وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دولة قطر

1 / 1

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إدارة الشؤون الإسلامية دولة قطر جميع الحقوق محفوظة لدار الفلاح ولا يجوز نشر هذا الكتاب بأي صفه أو تصويره إلا بإذن خطي من صاحب الدار الأستاذ/خالد الرباط الطبعة الأولى ١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث ١٨ شارع أحمس - حي الجامعة - الفيوم ت ٠١٠٠٠٠٥٩٢٠٠ kh_rbat@hotmail.com رقم الإيداع ١٦٠٥٠/ ٢٠١١ ترقيم دولي ١ - ٢٩٥ - ٧١٦ - ٩٧٧ - ٩٧٨

1 / 2

مطالع الأنوار على صحاح الآثار (١)

1 / 3

بسم الله الرحمن الرحيم

1 / 4

بسم الله الرحمن الرحيم مطالع الأنوار على صحاح الآثار التحقيق والمقابلة والتعليق أحمد عويس جنيدي أحمد فوزي إبراهيم ربيع محمد عوض الله • عصام حمدي محمد • خالد مصطفى توفيق محمد عبد الفتاح علي بمشاركة الباحثين بدار الفلاح بإشراف وئام محمد عبد العزيز • خالد الرباط

1 / 5

مقدمة التحقيق إِنَّ الحَمْدَ للهِ نحمَدُهُ تَعَالى ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، ونَعُوذُ بالله تَعَالى مِنْ شُرُورِ أَنْفسنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، إِنَّهُ مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَه وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إِلَّا الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: ١٠٢] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء: ١]. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١]. وبعد،، فإنَّ المتتبعَ لِما كُتِب عن السُّنَّةِ ومكانتِها من التشريعِ، وطُرقِ تدوينها وحِفْظِها، وتَمْييزِ صحيحها من سَقيمِها، وضبطِ ألفاظِها، ليجدُ كمًّا هائلًا من المُؤلفاتِ القديمةِ والحديثةِ التي تُظْهرُ بجلاءٍ دِقةَ المَنْهجِ العلميّ الفَريد في نقلِ النصوصِ والذي لا مَثيل لهُ عند أُمَّة مِنَ الأُممِ، ولكن من العجيب ظهور طوائفَ معاصرةٍ من المُتعالمين الذين يُشكِّكُونَ في السُّنَّة ووجدوا مَنْ يناصرهم في السِّرِّ والعلانية، وجعلُوا مِن بَعضِهم أسماءً كِبارًا لها دَويٌّ وضَخامةٌ، وإنَّما هي طبلٌ فارغٌ، وزِقٌ مِلْؤه هواءٌ، فضَلُّوا وأضلُّوا، وأَوغلوا في طريقِ الأوهامِ، وأكثرهم - إنْ لم يكُن كلُّهم - لم يطلع ويتأمَّل حججَ ثقاتِ العلماء وأئمةِ الدين، والتي تدلُّ على صحةِ السنَّةِ، وسلامةِ

1 / 7

المنهجِ الذي أوصَلَها إلينا، وهذا إمَّا بسببِ الاغترار بما يظنون أنهم عليه من علمٍ، أو تسفيههم لعلماء الإِسلام تقليدًا لبعض المُستشرقينَ والفِرق الضالة، أو أنَّهم مغررٌ بهم، أو تأديةِ بعضِهم لدورٍ مطلوب منهم في الحملاتِ المنسقة لمحاربة الإسلام. وإنْ كانت هذِه الشبهات ليست بالجديدة فجلّها اعتقادات لبعض الفرق الخارجة عن أهلِ السُّنة والجماعة، ولم تتوقف في وقتٍ من الأوقات؛ وإن اختلفت حدَّتها، ثم هي مع تطور وسائل الإعلام تسْتعرُ وتَشْتد، في محاولةٍ للحد من الصحوة الحديثية الموجودة عند كثير من طلبة العلم في العالم الإِسلامي، بل ولإضعاف الثقة والإيمان بأصول الإِسلام، والتقى في ذلك جَمعٌ من "العلمانيين" مع بعض "الشيعة" و"المستشرقين" وتلامذتهم وآخرين، في خليطٍ عجيب لا يجمعه إلا الصَّدّ عن سبيل الله وتنكب الصراط المستقيم. وإنَّ كتابنا هذا فيه مِنَ الدلالة على اهتمامِ علماء الأُمَّة بدقةِ نقل الأخبار وضبط ألفاظها، ونحن نقدمه مساهمةً في الزود عن حياض أصلٍ من أصولِ الدين، وخدمةً للتراث الإِسلامي، وقد شوَّقنا للعمل في هذا الكتاب ما لمسناه أثناء تحقيقنا لكتاب "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" من كثرة ذِكر ابن الملقن له، ووافق ذلك أنَّ الأخ وائل بكر زهران كان قد شرع في نَسْخِه، ثم تركه لمشاغله، فسلَّمَنَا ما بَدَأَه، مما أعطانا دَفعةً أخرى لإنجازه. والحمدُ لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات. وكتب: خالد الرباط

1 / 8

أهمية علم الحديث اعلم أنَّ أنفَ العلومِ الشرعيةِ ومِفتاحَها، ومِشكاةَ الأدلةِ السمعيةِ ومصباحَها، ومبنى شرائع الإسلامِ وأساسَها، ومُستندَ الروايات الفقهية كلها، ومأخذَ الفنون الدينية دقها وجلها، وأسوةَ جملة الأحكام وأسها، وقاعدةَ جميع العقائد وسماء العبادات وقطب مدارها، ومركز المعاملات ومحط حارها وقارها، هو علمُ الحديث الشريف الذي تعرف به جوامع الكلم وتنفجر منه ينابيع الحكم، وهو ملاك كل نهي وأمر، ولولاه لقال مَنْ شاء ما شاء، وخبط الناس خَبْط عشواء وركبوا متن عمياء، فطوبى لِمَنْ جدَّ فيه وحصلَّ منه على تنويه يملك من العلوم النواصي ويقرب من أطرافها البعيد القاصي، ومَنْ لم يرضع مِنْ دره ولم يخض في بحره ولم يقتطف مِنْ زهره، ثم تعرض للكلام في المسائل والأحكام، فقد جارَ فيما حكمَ وقال على الله تعالى ما لم يعلم، كيف وهو كلام رسول الله ﷺ والرسول أشرف الخلق كلهم أجمعين وقد أوتي جوامع الكلم وسواطع الحكم من عند رب العالمين، فكلامه أشرف الكلم وأفضلها وأجمع الحكم وأكملها، كما قيل: كلام الملوك ملك الكلام وهو تلو كلام الله تعالى العلام وثاني أدلة الأحكام، فإن علوم القرآن وعقائد الإسلام بأسرها وأحكام الشريعة المطهرة بتمامها وقواعد الطريقة الحقة بحذافيرها وكذا الكشفيات والعقليات بنقيرها وقطميرها تتوقف على بيانه ﷺ، فإنها مالم توزن بهذا القسطاس المستقيم ولم تضرب على ذلك المعيار القويم لا يعتمد عليها ولا يصار إليها، فهذا العلم المنصوص والبناء المرصوص بمنزلة الصراف لجواهر العلوم عقليها ونقليها وكالنقاد لنقود كل فنون

1 / 9

أصليها وفرعيها، من وجوه التفاسير والفقهيات ونصوص الأحكام ومأخذ عقائد الإسلام وطرق السلوك إلى الله ﷾ ذي الجلال والإكرام، فما كان منها كامل العيار في نقد هذا الصراف فهو الحري بالترويج والاشتهار، وما كان زيفًا غير جيد عند ذلك النقاد فهو القمين بالرد والطرد والإنكار، فكل قول يصدقه خبر الرسول فهو الأصلح للقبول وكل ما لا يساعده الحديث والقرآن فذلك في الحقيقة سفسطة بلا برهان، فهي مصابيح الدجى ومعالم الهدى وبمنزلة البدر المنير، من انقاد لها فقد رشد واهتدى وأوتي الخير الكثير، ومن أعرض عنها وتولى فقد غوى وهوى وما زاد نفسه إلا التخسير، فإنه ﷺ نهى وأمر وأنذر وبشر وضرب الأمثال وذكر، وإنها لمثل القرآن بل هي أكثر وقد ارتبط بها أتباعه ﷺ الذي هو ملاك سعادة الدارين والحياة الأبدية بلا مين، كيف وما الحق إلا فيما قاله ﷺ أو عمل به أو قرره أو أشار إليه أو تفكر فيه أو خطر بباله أو هجس في خلده واستقام عليه، فالعلم في الحقيقة هو علم السنة والكتاب، والعمل العمل بهما في كل إياب وذهاب ومنزلته بين العلوم منزلة الشمس بين كواكب السماء ومزية أهله على غيرهم من العلماء مزية الرجال على النساء، فيا له من علم سيط بدمه الحق والهدى، ونيط بعنقه الفوز بالدرجات العلى (١).

(١) "الحطة في ذكر الصحاح الستة" ص ٣٥ - ٣٦ بتصرف.

1 / 10

تدوين الحديث النبوي لما انتشر الإسلام واتسعت الأمصار وتفرق الصحابة في الأقطار وكثرت الفتوحات ومات معظم الصحابة، وتفرق أصحابهم وأتباعهم، وقل الضبط واتسع الخرق وكاد الباطل أن يلتبس بالحق، احتاج العلماء إلى تدوين الحديث وتقييده بالكتابة، ولعمري إنها الأصل؛ فإن الخاطر يغفل والقلم يحفظ، فمارسوا الدفاتر وسايروا المحابر، وأجابوا في نظم قلائده أفكارهم وأنفقوا في تحصيله أعمارهم واستغرقوا لتقييده ليلهم ونهارهم، فأبرزوا تصانيف كثرت صنوفها ودونوا دواوين ظهرت شفوفها، فاتخذها العالمون قدوة ونصبها العارفون قبلة، فجزاهم الله ﷾ عن سعيهم الحميد أحسن ما جزى به علماء أمته وأحبار ملته. وكان أول من أمر بتدوين الحديث وجمعه بالكتابة عمر بن عبد العزيز خوف اندراسه، كما في "الموطأ" رواية محمد بن الحسن: أخبرنا يحيى بن سعيد أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر محمد بن عمرو بن حزم أن انظر ما كان من حديث رسول الله ﷺ أو سنته فاكتبه؛ فإني خفت دروس العلم وذهاب العلماء (١). وانتشر جمع الحديث وتدوينه وتسطيره في الأجزاء والكتب وكثر ذلك وعظم نفعه إلى زمن الإمامين العظيمين أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري وأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، فدونا كتابيهما وأثبتا فيهما من الأحاديث ما قطعا بصحته وثبت عندهما نقله، وسيما الصحيحين من الحديث، ولقد صدقا فيما قالا والله مجازيهما عليه،

(١) "الموطأ" رواية محمد بن الحسن ٣/ ٤٢٨.

1 / 11

ولذلك رزقهما الله تعالى حسن القبول شرقًا وغربًا ثم ازداو انتشار هذا النوع من التصنيف وكثر في الأيدي وتفرقت أغراض الناس وتنوعت مقاصدهم. ولقد كان من أعظم دواوين كتب السنة وأهمها على الإطلاق: الصحيحان و"الموطأ"، والكتب الثلاثة أشهر وأعرف من أن نعرف بها ومؤلفيها، ولقد أُفْرِدت عنهم وكتبهم الثلاثة مؤلفات مستقلة، فضلا عمَّا أفرده كثير من المحققين في مقدمات مصنفات لها علاقة وصلة من قريب أو بعيد بأحد الكتب الثلاثة، من ذلك ما أفردناه في مقدمة تحقيقنا لـ "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" معيَّة شيخنا الفاضل خالد الرباط - حفظه الله - فقد أفردنا فصلًا مستقلًا كاملًا عن الإِمام البخاري وكتابه "الجامع الصحيح". ولما كان سلفنا وعلماؤنا السابقون على دراية وعلم كامل بأهمية الكتب الثلاثة أولوها اْهتمامًا كبيرًا بالغًا، خاصة "صحيح البخاري"، فلا يحصى كم شارح لها ومختصر، ومستدركٍ عليها ومقتصر، ومعارضٍ لها ومنتصر، ومفسر لغريبها وضابط لألفاظها ومترجم لرجالها، وما إلى هذا. وكان من أعظم الاهتمامات بهذِه الكتب ضبط ألفاظها وتفسير غريبها وذكر وعرض اختلاف رواتها والترجيح بينها، وما إلى هذا. وأول مصنف مستقل وكتاب ألف - فيما علمت - في هذا الباب كتاب "مشارق الأنوار" للقاضي عياض بن موسى اليحصبي ﵀ حيث تيمم الكتب الثلاثة الأمَّات: الصحيحين و"الموطأ" وعمل عليها كتابه، وقد ذكر في مقدمة كتابه خطته في الكتاب ومجمل عمله، فقال: (.. فبحسب هذِه الإشكالات والإهمالات في بعض الأمهات واتفاق بيان ما يسمح به الذكر ويقتدحه الفكر مع الأصحاب في مجالس السماع

1 / 12

والتفقه ومسيس الحاجة إلى تحقيق ذلك، ما تكرر على السؤال في كتاب يجمع شواردها ويسدد مقاصدها ويبين مشكل معناها وينصر اختلاف الروايات فيها ويظهر أحقها بالحق وأولاها، فنظرت في ذلك فإذا جميع ما وقع من ذلك في جماهير تصانيف الحديث وأمهات مسانيده ومنثورات أجزائه، يطول ويكثر، وتتبع ذلك مما يشق ويعسر، والاقتصار على تفاريق منها لا يرجع إلى ضبط ولا يحصر، فأجمعت على تحصيل ما وقع من ذلك في الأمهات الثلاث الجامعة لصحيح الآثار التي أجمع على تقديمها في الأعصار وقبلها العلماء في سائر الأمصار كتب الأئمة الثلاثة: "الموطأ" لأبي عبد الله مالك بن أنس المدني، و"الجامع الصحيح" لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، و"المسند الصحيح" لأبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري؛ إذ هي أصول كل أصل ومنتهى كل عمل في هذا الباب، وقول وقدرة مدعٍ كل قوة بالله في علم الآثار وحول، وعليها مدار أندية السماع وبها عمارتها، وهي مبادئ علوم الآثار وغايتها ومصاحف السنن ومذاكرتها، وأحق ما صرفت إليه العناية وشغلت به الهمة، ولم يؤلف في هذا الشأن كتاب مفرد تقلد عهدة ما ذكرناه على أحد هذِه الكتب أو غيرها إلا ما صنعه الإمام أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في "تصحيف المحدثين"، وأكثره مما ليس في هذِه الكتب، وما صنعه الإِمام أبو سليمان الخطابي في جزء لطيف (١)، وإلا نكتًا مفترقة وقعت أثناء شروحها لغير واحد، لو جمعت لم تشف غليلًا ولم تبلغ من البغية إلا قليلًا، وإلا ما جمع الشيخ الحافظ أبو علي الحسن بن محمد

(١) يشير القاضي إلى كتاب "إصلاح غلط المحدثين" وهو مطبوع.

1 / 13

الغساني شيخنا ﵀ في كتابه المسمى بـ "تقييد المهمل" فإنه تقصى فيه أكثر ما اشتمل عليه الصحيحان وقيده أحسن تقييد وبينه غاية البيان وجوده نهاية التجويد، لكن اقتصر على ما يتعلق بالأسماء والكنى والأنساب وألقاب الرجال دون ما في المتون من تغيير وتصحيف وإشكال، وإن كان قد شذ عليه من الكتابين أسماء، واستدركت عليه فيما ذكر أشياء؛ فالإحاطة بيد من يعلم ما في الأرض والسماء، ولما أجمع عزمي على أن أفرغ له وقتًا من نهاري وليلي، وأقسم له حظًّا من تكاليفي وشغلي، رأيت ترتيب تلك الكلمات على حروف المعجم أيسر للناظر وأقرب للطالب، فإذا وقف قارئ كتاب منها على كلمة مشكلة أو لفظة مهملة فزع إلى الحرف الذي في أولها إن كان صحيحًا، وإن كان من حروف الزوائد أو العلل تركه وطلب الصحيح، وإن أشكل وكان مهملًا طلب صورته في سائر الأبواب التي تشبهه، حتى يقع عليه هنالك، فبدأت بحرف الألف وختمت بالياء على ترتيب حروف المعجم عندنا، ورتبت ثاني الكلمة وثالثها من ذلك الحرف على ذلك الترتيب رغبة في التسهيل للراغب والتقريب، وبدأت في أول كل حرف بالألفاظ الواقعة في المتون المطابقة لِبابِهِ على الترتيب المضمون، فتولينا إتقان ضبطها بحيث لا يلحقها تصحيف يظلمها ولا يبقى بها إهمال يبهمها، فإن كان الحرف مما اختلفت فيه الروايات نبهنا على ذلك وأشرنا إلى الأرجح والصواب هنالك بحكم ما يوجد في حديث آخر رافع للاختلاف مزيح للإشكال مريح من حيرة الإبهام والإهمال، أو يكون هو المعروف في كلام العرب أو الأشهر أو الأليق بمساق الكلام والأظهر، أو نص من سبقنا من جهابذة العلماء وقدوة الأئمة على المخطئ والمصحف فيه، أو أدركناه

1 / 14

بتحقيق النظر وكثرة البحث على ما نتلقاه من مناهجهم ونقتفيه، وترجمنا فصلًا في كل حرف على ما وقع فيها من أسماء أماكن من الأرض وبلاد يشكل تقييدها ويقل متقن أساميها ومجيدها، ويقع فيها لكثير من الرواة تصحيف يسمج، ونبهنا معها على شرح أشباهها من ذلك الشرح، ثم نعطف على ما وقع في المتون في ذلك الحرف بما وقع في الإسناد من النص على مشكل الأسماء والألقاب ومبهم الكنى والأنساب، وربما وقع منه من جرى ذكره في المتن فأضفناه إلى شكله من ذلك الفن، ولم نتتبع ما وقع من هذِه الكتب من مشكل اسم من لم يجر في الكتاب كنيته أو نسبه وكنية من لم يذكر في الكتاب إلا اسمه أو لقبه؛ إذ ذاك خارج عن غرض هذا التأليف ورغبة السائل وبحر عميق لا يكاد يخرج منه لساحل ... ثم قال: .. وذكرنا في آخر كل فصل من فصول كل حرف ما جاء فيه من تصحيف، ونبهنا فيه على الصواب والوجه المعروف ودعت الضرورة عند ذكر ألفاظ المتون وتقويمها إلى شرح غريبها وبيان شيء من معانيها ومفهومها، دون نقص لذلك ولا اْتساع، إلا عند الحاجة لغموضه أو الحجة على خلاف يقع هنالك في الرواية أو الشرح ونزاع؛ إذ لم نضع كتابنا هذا لشرح لغة وتفسير معان بل لتقويم ألفاظ وإتقان، وإذ قد اتسعنا بمقدار ما تفضل الله به وأعان عليه في شرحنا لكتاب "صحيح مسلم" المسمى بـ "الإكمال" وشذت عن أبواب الحروف نكت مهمة غريبة لم تضبطها تراجمها؛ لكونها جمل كلمات يضطر القارئ إلى معرفة ترتيبها وصحة تهذيبها، إما لما دخلها من التغيير أو الإبهام أو التقديم والتأخير، أو أنه لا يفهم المراد بها إلا بعد تقديم إعراب كلماتها أو سقوط بعض ألفاظها أو تركه على جهة

1 / 15

الاختصار، ولا يفهم مراد الحديث إلا به، فأفردنا لها آخر الكتاب ثلاثة أبواب. أولها: في الجمل التي وقع فيها التصحيف وطمس معناها التلفيف، إذ بينا مفردات ذلك في تراجم الحروف. الباب الثاني: في تقويم ضبط جمل في المتون والأسانيد وتصحيح إعرابها وتحقيق هجاء كتابها وشكل كلماتها، وتبيين التقديم والتأخير اللاحق لها؛ ليستبين وجه صوابها، وينفتح للأفهام مغلق أبوابها. الباب الثالث: في إلحاق ألفاظ سقطت من أحاديث هذِه الأمَّات أو من بعض الروايات أو بترت اختصارًا أو اقتصارًا على التعريف بطريق الحديث لأهل العلم به، لا يفهم مراد الحديث إلا بإلحاقها ولا يستقل الكلام إلا باستدراكها، فإذا كملت بحول الله هذِه الأغراض وصحت تلك الأمراض رجوت ألا يبقى على طالب معرفة الأصول المذكورة إشكال، وأنه يستغني بما يجده في كتابنا هذا عن الرحلة لمتقني الرجال، بل يكتفي بالسماع على الشيوخ إن كان من أهل السماع والرواية، أو يقتصر على درس أصل مشهور الصحة أو يصحح به كتابه ويعتمد فيما أشكل عليه على ما هنا، إن كان من طالبي التفقه والدراية، فهو كتاب يحتاج إليه الشيخ الراوي كما يحتاج إليه الحافظ الواعي، ويتدرج به المبتدي كما يتذكر به المنتهي، ويضطر إليه طالب التفقه والاجتهاد كما لا يستغني عنه راغب السماع والإسناد، ويحتج به الأديب في مذاكرته كما يعتمد عليه المناظر في محاضرته، وسيعلم من وقف عليه من أهل المعرفة والدراية قدره، ويوفيه أهل الإنصاف والديانة حقه ... وقد ألفته بحكم الاضطرار والاختيار وصنفته منتقى النكت من خيار

1 / 16

الخيار وأودعته غرائب الودائع والأسرار، وأطلعته شمسًا يشرق شعاعها في سائر الأقطار، وحررته تحريرًا تجار فيه العقول والأفكار، وقربته تقريبًا تتقلب فيه القلوب والأبصار، وسميته بـ "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" ..) (١). وسيأتي في ترجمة القاضي والحديث عن كتابه "المشارق" ذكر نبذ من مقدمته هذِه في مواضع احتجنا فيها لذكرها ثانية. ثم تلا القاضي تلميذُه ابن قرقول فألف كتابنا هذا "مطالع الأنوار" على منوال كتاب القاضي، على خلاف سيأتي بسطه. وقد بدأنا أولًا بالحديث عن القاضي عياض وكتابه "مشارق الأنوار" باعتباره الأصل والنواة، ثم ثنيَّنا في الباب الذي يليه بالحديث عن ابن قرقول - بترجمة مستفيضة إلى حد كبير ولله الحمد والمنة - وكتابه "مطالع الأنوار" الذي هو محط الدراسة والتحقيق، ثم ثلَّثنا هذا الباب بالحديث عن مصنفات لها تعلق بالكتابين "المشارق" و"المطالع". وأسأل الله الكريم أن يجعل هذا العمل في ميزان حسناتنا، وزخرًا لنا في يوم المعاد إنه ولي ذلك والقادر عليه.

(١) مقدمة "مشارق الأنوار" للقاضي عياض ١/ ١٤ - ١٧ بتصرف.

1 / 17

الباب الأول: كتاب "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" للقاضي عِياض الفصل الأول: ترجمة القاضي عياض (١) المبحث الأول: اسمه ونسبه: هو الإِمام الجليل والعالم العلامة، القاضي أبو الفضل عِياض بن عمرو

(١) انظر ترجمة القاضي عياض في: "الصلة" لابن بشكوال ٢/ ٦٦٠ - ٦٦١، "المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي" لابن الأبار ٢٩٤ - ٢٩٨، "وفيات الأعيان" لابن خلكان ٣/ ٤٨٣ - ٤٨٥، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٢٠/ ٢١٢ - ٢١٩، "الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب" لابن فرحون ٢/ ٤٦ - ٥١، "فهرس الفهارس" للكتاني ٢/ ٧٩٧ - ٨٠٤. ولقد خصصت له وزارة الأوقاف والشئون الإِسلامية بالمغرب دورة خاصة به، ضمن سلسلة ندوات الإِمام مالك إمام دار الهجرة، وهي تشتمل على ثلاثة وأربعين بحثًا كلها عن القاضي عياض. وقد ذكر الدكتور/ قاسم سعد في أول كتابه: "جمهرة تراجم الفقهاء المالكية" - وهي سلسلة ضمن إصدارات دار البحوث للدراسات الإِسلامية وإحياء التراث بدبي لسنة ١٤٢٣ هـ / ٢٠٠٢م - محاولة لحصر جميع المصادر والكتب التي ألفت عن القاضي عياض، والمقالات التي ترجمت أو تكلمت عنه. وهذا الفصل من المقدمة والذي فيه الحديث عن القاضي عياض وكتابه "مشارق الأنوار" استفدناه من أطروحة دكتوراه تحت عنوان: "الاختلاف بين روايات الجامع الصحيح ونسخه" للأخ الفاضل. د. جمعة فتحي عبد الحليم، بتصرفات، فجزاه الله عنا خير الجزاء.

1 / 18

ابن موسى بن عِياض بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عِياض، الفاسي الأصل، السبتي المولد، المراكشي المدفن، اليحصبي - نسبة إلى يحصب ابن مالك بن زيد - الحافظ المغربي الذي ارتبط اسم بلاد المغرب باسمه. يلتقي نسبه مع نسب الإمام مالك إمام دار الهجرة، وصاحب المذهب المالكي المتبع بالديار المغربية وأفريقيا، هذا المذهب الذي انتمى إليه عِياض، ويعتبر من أشهر أعلامه البارزين المشهورين الذي خدموه بالتصنيف والإفتاء والتعليم. المبحث الثاني: مولده: ولد القاضي عِياض ببلدة سبتة من الديار المغربية في منتصف شعبان من سنة ست وسبعين وأربعمائة للهجرة، وبها بدأ حياته الأولى في التعليم والقراءة، فحفظ القرآن الكريم بالقراءات السبع، وانتقل إلى تعلم العلم، فحفظ الكثير من التصانيف والمتون في مختلف الفنون، وهو صغير السن، وذلك لما حباه الله تعالى من ذكاء وقوة ذاكرة، إلى جانب الفطنة الواسعة، وهذِه الصفات من شأنها أن ترفع صاحبها حتى تجعله في مصاف العلماء البارزين ذوي المراتب العالية في العلم والفضل والكمال. ومما ساعده على ذلك ما وجده من عمق الثقافة الإسلامية في تلك البقعة التي نشأ بها، وتربى فيها، بدءًا من مسقط رأسه سبتة التي كانت ملتقى الثقافات بما حباها الله من موقع جغرافي ممتاز، فصارت دار ممر للعلماء الكبار القادمين من المشرق العربي، الذين يمرون بالمغرب العربي عبرها نحو ديار الإسلام بالأندلس أو العكس؛ حيث العلماء القادمون من بلاد المغرب والأندلس، الراحلون إلى المشرق العربي حيث طلب العلم وأداء فريضة الحج المباركة.

1 / 19

المبحث الثالث: شيوخه ورحلاته: كان القاضي عِياض رحمه الله تعالى صاحب منهج دقيق في طلب العلم وتلقي المرويات، سار عليه من بداية حياته وطلبه للعلم؛ حيث يرى رحمه الله تعالى أن المادة المروية إذا لم تثبت صحة نسبتها إلى صاحبها لا تصلح أن تكون أساسًا في البحث والدرس، فضلًا عن أن تُبنى عليها الأحكام، فهو يرى أنه لا بد من التوسع في الرواية والقراءة المقيدة على أربابها. هذا المنهج الذي سار عليه القاضي عِياض جعله يرحل من مسقط رأسه - بعد أن استوعب ما فيها - إلى الأندلس، وذلك في سنة سبع وخمسمائة للهجرة، أي بعد حوالي ثلاثين عامًا من ولادته، فوصل إلى قرطبة بغية تصحيح المتون التي تلقاها. وأول ما تحمله القاضي عِياض من العلم إجازة مجردة من الحافظ أبي علي الغساني، ومن شيوخه من أهل المغرب القاضي أبو عبد الله ابن عيسى، والخطيب أبو القاسم، والفقيه أبو إسحاق ابن الفاسي وغيرهم. ولما رحل إلى الأندلس في سنة سبع وخمسمائة للهجرة، روى عن القاضي أبي علي الصَّدفي سُكَّرة، ولازمه، وأخذ عن أبي بحر ابن العاص، وأبي عتاب، وهشام بن أحمد، وعدة. وتفقه بأبي عبد الله محمد بن عيسى التميمي، والقاضي محمد بن عبد الله المسيلي. وقد صنف القاضي فهرسًا ذكر فيه مشائخه وترجم لهم، وقد بلغ عددهم ثمانية وتسعين شيخًا، والكتاب طبعته الدار العربية للكتاب بليبيا سنة ١٣٩٨هـ / ١٩٧٨م، بدراسة وتحقيق الدكتور/ محمد بن عبد الدائم. وعاد القاضي عِياض من بلاد الأندلس وقد أصبح بحرًا لا ساحل له في

1 / 20

العلم، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا يخاف في الله لومة لائم، يقضي بين الناس كما أمر الله. من أجل كل ذلك علا قدره ومكانته بين أهل بلده، وذاع صيته بين أقرانه حتى تبوأ مكانة عالية، تُشد إليه الرحال طلبًا للإسناد وتلقي العلم على يديه، فأصبح بحق إمام وقته في الحديث وعلومه، فقيه زمانه في الأصول واللغة والنحو والأنساب، وغير ذلك مما يدل عليه تنوع معارفه وتآليفه التي تركت علامةً بارزةً في كل لون من ألوان التصنيف دالة على ذلك. المبحث الرابع: أقوال العلماء فيه: قال ابن بشكوال في "الصلة" (١): هو من أهل العلم والتفنن والذكاء والفهم، واستقضي بسبتة مدة طويلة حمدت سيرته فيها، ثم نُقل عنها إلى قضاء غرناطة، فلم يطل بها، وقدم علينا قرطبة فأخذنا عنه. اهـ. وقال ابن الأبار: وكان لا يدرك شأوه، ولا يبلغ مداه في العناية بصناعة الحديث وتقييد الآثار، وخدمة العلم مع حسن التفنن فيه (٢). وقال فيه رفيقه وتلميذه أبو عبد الله محمد بن حَمّاد السبتي: جلس القاضي للمناظرة وله نحو من ثمان وعشرين سنة، وولي القضاء وله خمس وثلاثون سنة، وكان هينًا من غير ضعف، صلبًا في الحق ... إلى أن قال: وحاز من الرئاسة في بلده والرفعة ما لم يصل إليه أحدٌ قط من أهل بلده، وما زاده ذلك إلا تواضعًا وخشيةً لله تعالى (٣).

(١) ٢/ ٤٥٣. (٢) "معجم أصحاب أبي علي الصَّدفي" ص ٣٠٧. (٣) "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٢١٤ - ٢١٥.

1 / 21

رحل ابن قرقول إلى شرق الأندلس للقائه فقرأ عليه كتاب "التنبيه على الأسباب الموجبة لاختلاف الأمة"، وهو كتاب حسن، قاله ابن دحية، وقال: وأنشدنا شيخنا عن أبي محمد ابن السيد لنفسه: أخو العلم حيّ خالد بعد موته وأوصاله تحت التراب رميم وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى يظن من الأحياء وهو عديم (١) ٢٠ - عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة، أبو مروان الباجي اللخمي، من علماء إشبيلية، كان من أهل الحفظ للمسائل، متقدمًا في معرفتها، استقضي بإشبيلية مرتين، توفي في رجب، سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة (٢). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٣). ٢١ - علي بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن عمر بن معدان الأنصاري، أبو الحسن، المعروف بابن اللَوّان، المحدث الحافظ المتقين من أهل القرية، توفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة (٤). سمع منه ابن قرقول (٥).

(١) "المطرب من أشعار أهل المغرب" ص ٢٢٥، "التكملة" ١/ ١٣١. (٢) "الصلة" ٢/ ٣٦٥ (٧٧٨)، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ٢٨٣ (٨٩). (٣) "التكملة" ١/ ١٣١. (٤) "الصلة" ١٢/ ٤٢٧ (٩١٨)، "المعجم" (٢٦١). (٥) "التكملة" ١/ ١٣١، "تاريخ الإسلام" ٣٩/ ٣٣٢، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٥٢٠.

1 / 42

٢٢ - علي بن أحمد بن خلف بن محمد، أبو الحسن، الأنصاري، المقرئ، النحوي، المعروف بابن الباذش الغرناطي، الشيخ الأستاذ، إمام الفريضة بجامع غرناطة، كان أوحد زمانه إتقانًا ومعرفة، توفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة (١). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٢). ٢٣ - علي بن أحمد بن محمد بن مروان الجذامي، أبو الحسن، المعروف بابن نافع، وهو زوج أمه، من أهل المرية، كان فقيهًا مشاورًا، توفي في رجب سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة (٣). ذكره ابن الأبار والحافظ الذهبي (٤). ٢٤ - علي بن عبد الله بن خلف بن محمد بن النعمة، أبو الحسن، الأنصاري الأندلسي المريي، الإمام العلامة، ذو الفنون، شيخ بلنسية، تصدر لإقراء القراءات والفقه والنحو والحديث، توفي في رمضان سنة سبع وستين وخمسمائة (٥). روى عنه ابن قرقول وهو في عداد أصحابه وأترابه (٦).

(١) "المعجم" (٢٥٦)، "الديباج المذهب" ٢/ ١٧ (١٧)، "بغية الوعاة" ٢/ ١٤٢ (١٦٥٦)، "فهرس الفهارس" ١/ ٢٤٣. (٢) "التكملة" ١/ ١٣١. (٣) "المعجم في أصحاب القاضي الصدفي" (٢٦٠). (٤) "المطرب من أشعار أهل المغرب" ص ٢٢٥، "التكملة لكتاب الصلة" ١/ ١٣١، "تاريخ الإسلام" ٣٩/ ٣٣٢، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٥٢٠. (٥) "المعجم" (٢٦٩)، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٥٨٤ (٣٦٦)، "مرآة الجنان" ٣/ ٣٨٢، "غاية النهاية" ١/ ٥٥٣. (٦) "التكملة" ١/ ١٣١.

1 / 43

٢٥ - علي بن عبد الله بن محمد بن سعيد بن موهب، أبو الحسن، الجذامي الأندلسي المريي، المحدث، كان من أهل المعرفة والعلم والذكاء والفهم، له تفسير مفيد ومعرفة بأصول الدين، توفي في جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة، وله إحدى وتسعون سنة (١). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٢)، وروى عنه ابن قرقول حديثًا في مقدمة الكتاب (٣). ٢٦ - علي بن محمد بن علي، أبو الحسن ابن هذيل، البلنسي، الشيخ الإمام المعمر، مقرئ العصر، كان منقطع القرين في الفضل والزهد والورع مع العدالة والتقلل من الدنيا، صوَّامًا قوامًا كثير الصدقة، توفي في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة (٤). روى عنه ابن قرقول وهو في عداد أصحابه وأترابه (٥). ٢٧ - عياض بن موسى اليحصبي، أبو الفضل، الإمام العلم، صاحب "المشارق"، تقدم في الباب السالف الأول ترجمته والحديث عن كتابه "مشارق الأنوار". ٢٨ - عيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع بن عمر، أبو الأصبغ الغافقي

(١) "الصلة" ٢/ ٤٢٦ (٩١٦)، "تاريخ الإسلام" ٣٦٠/ ٢٨٧ (٩٥)، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٤٨ (٢٤)، "مرآة الجنان" ٣/ ٢٦٠. (٢) "التكملة" ١/ ١٣١. (٣) ١/ ١٥١. (٤) "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٥٠٦ (٣٢٣)، "معرفة القراء الكبار" ٢/ ٤١٦، "غاية النهاية" ١/ ٥٧٣، "النجوم الزاهرة" ٥/ ٣٨٢. (٥) "التكملة" ١/ ١٣١.

1 / 44

الأندلسي، نزيل المرية، مجود محقق، توفي في رمضان سنة خمس وعشرين وخمسمائة ببغداد (١). تلا عليه ابن قرقول، قاله الأوسي (٢). ٢٩ - محمد بن أبي سعيد الفرج بن عبد الله، السرقسطي البزاز، دخل العراق فسمع منه جماعة، ونزل الإسكندرية وحدث بها وأخذ عنه الناس، توفي بعد الثلاثين وخمسمائة (٣). روى عنه ابن قرقول إجازة (٤). ٣٠ - محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم بن التجيببي، قاضي الجماعة، الشهيد، أبو عبد الله، المعروف بابن الحاج، كان من جلة الفقهاء وكبار العلماء، معدودًا في المحدثين والأدباء، توفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة (٥). سمع منه ابن قرقول (٦). ٣١ - محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن جعفر بن باق الجذامي، أبو جعفر السرقسطي، النحوي، كان ذا حظ من علم الكلام، حسن الأخلاق، قوالًا بالحق، توفي بتلمسان في نحو سنة ثمان وثلاثين خمسمائة (٧).

(١) "التكملة" (٩١٤)، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ١٣٣ (٧٧)، "غاية النهاية" ١/ ٦٠٨. (٢) "السفر الخامس من كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة" ٢/ ٤٩٣ (٨٩٩). (٣) "التكملة" ١/ ٣٥٤، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ٥٦٦ (٥٤٠). (٤) "التكملة" ١/ ٣٥٤. (٥) "المعجم" (١٠٢)، "فهرس الفهارس" ١/ ٣٧٢. (٦) "التكملة" ١/ ١٣١، "تاريخ الإسلام" ٣٩/ ٣٣٢، "سير الأعلام" ٢٠/ ٥٢٠. (٧) "التكملة لكتاب الصلة" ١/ ٣٦٠ (١٢٨١)، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ٤٧٥ (٣٨٣)، "الديباج المذهب" ٢/ ٢٨٣ (٩٤)، "بغية الوعاة" ١/ ٩٦ (١٥٦)، "الأعلام" ٦/ ١٠٨.

1 / 45

روى عنه ابن قرقول (١). ٣٢ - محمد بن خلف بن موسى، أبو عبد الله، الأنصاري، الأوسي، الأندلسي، الأشعري، ويعرف بالألبيري، نزيل قرطبة، كان حافظًا لكتب الأصول والاعتقادات، توفي في جمادى الآخرة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة (٢). حدث عنه ابن قرقول (٣). ٣٣ - محمد بن عبد الرحمن بن سيد بن معمر، أبو عبد الله المذحجي، المالقي، كان من أهل العلم والفضل والدين والعفاف، أخذ الناس عنه، توفي في النصف الثاني من ذي الحجة، سنة سبع وثلاثين وخمسمائة (٤). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٥). ٣٤ - محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن زغيبة، أبو عبد الله الكلابي الأندلسي المريي، كان ذاكرًا للمسائل، عارفًا بالنوازل، حاذقًا بالفتوى، وله برنامج لشيوخه، توفي في ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وخمسمائة (٦). سمع منه ابن قرقول، وروى عنه "صحيح مسلم" عن العذري (٧).

(١) "الديباج المذهب" ٢/ ٢٨٣، "الإحاطة في أخبار غرناطة" ٣/ ٧٣. (٢) "التكملة" ١/ ٣٥٨، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ٤٥١ (٣٤٠)، "الوافي بالوفيات" ٣/ ٤٦، "الديباج المذهب" ٢/ ٣٠٢ (١٠٥)، "الأعلام" ٦/ ١١٥، "معجم المؤلفين" ٣/ ٢٧٨. (٣) "التكملة" ١/ ٣٥٩، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ٤٥١، "الديباج المذهب" ٢/ ٣٠٢. (٤) "الصلة" (١٢٩٥)، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ٤٥٣ (٣٤٤). (٥) "التكملة" ١/ ١٣١. (٦) "الصلة" ٢/ ٥٧٩ (١٢٧٩)، "المعجم" (١٠٠)، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ١٧٠ (١٢٧)، "فهرس الفهارس" ١/ ٤٦٤. (٧) "المطرب من أشعار أهل المغرب" ص ٢٢٥، "التكملة" ١/ ١٣١، "تاريخ الإسلام" ٣٩/ ٣٣٢.

1 / 46

٣٥ - محمد بن عبد الله بن عبد الوارث، أبو عبد الله، من أهل مرسية، كان من أهل العلم والدين، وولي الصلاة والخطبة بجامع بلده، فكان أخشع الناس في خطبته، توفي سنة سبع- وقل: خمس- وأربعين وخمسمائة (١). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٢). ٣٦ - محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد، أبو بكر ابن العربي، المعافري الأندلسي الإشبيلي، الإمام المشهور، صاحب المصنفات، توفي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة (٣). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٤)، روى عنه ابن قرقول حديثًا في مقدمة الكتاب (٥). ٣٧ - محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن كميل بن عبد العزيز بن هارون، أبو بكر؛ اللخمي الإشبيلي، ابن عم أحمد بن محمد بن عبد العزيز، المتقدم، كان رأسًا في اللغة والعربية ومعاني الشعر والبلاغة، كاتبًا مجيدًا، توفي لسبع عشرة خلت من ذي الحجة، سنة ست وثلاثين وخمسمائة (٦). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٧).

(١) "التكملة" ٢/ ١٤ (٢٦). (٢) "التكملة" ١/ ١٣١. (٣) "الصلة" ٢/ ٥٩٠ (٢٩٧)، "وفيات الأعيان" ٤/ ٢٩٦، "تاريخ الإسلام" ٣٧/ ١٥٩ (١٧١). (٤) "التكملة" ١/ ١٣١. (٥) ١/ ١٤٧. (٦) "الصلة" ٢/ ٥٨٧ (١٢٨٩)، "المعجم" (١٢٠)، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ٤٢٤ (٣٠٠). (٧) "التكملة" ١/ ١٣١.

1 / 47

٣٨ - محمد بن علي بن عمر بن محمد، أبو عبد الله التميمي المازري المالكي، الشيخ الإمام العلامة البحر المتفنن، صاحب "المعلم بفوائد مسلم"، توفي سنة ست وثلاثين وخمسمائة (١). ممن كتب لابن قرقول (٢)، ونقل عنه في مواضع من "المطالع" بلغت حوالي ثمانية. ٣٩ - محمد بن موسى بن وضاح، أبو عبد الله المرسي، كان فاضلًا عفيفًا معتنيًا بالعلم، توفي سنة تسع وثلاثين وخمسمائة (٣). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٤). ٤٠ - منصور بن الخير، أبو علي المغراوي، المالقي، المقرئ، الأحدب أحد الأعلام، عُني بالقراءات، وصنف فيها كتبًا أخذها عنه الناس، وضعفه بعضهم، مع أنه رأس في القراءات، قيم بتجويدها وعللها، توفي بمالقة في شوال، سنة ست وعشرين وخمسمائة (٥). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٦). ٤١ - يحيى بن خلف بن النفيس، أبو بكر، المعروف بابن الخلوف،

(١) "وفيات الأعيان" ٤/ ٢٨٥، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ١٠٤ (٦٤)، "الوافي بالوفيات" ٤/ ١٥١، "مرآة الجنان" ٣/ ٢٦٧. (٢) "التكملة" ١/ ١٣١. (٣) "الصلة" ٢/ ٥٨٨ (١٢٩٢)، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ٥٢٢ (٤٥٢). (٤) "التكملة" ١/ ١٣١. (٥) "الصلة" ٢/ ٦٢٠ (١٣٦٣)، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ١٤٩ (٩٥)، "معرفة القراء للكبار" ١/ ٤٨١ (٤٢٤). (٦) "التكملة" ١/ ١٣١.

1 / 48

الغرناطي، المقرئ، الأستاذ، أقرأ الناس، وكان بارعًا فيها حاذقًا بها، مع التفنن، والحفظ، ومعرفة التفاسير، والجلالة والحرمة، توفي في آخر سنة إحدى وأربعين وخمسمائة (١). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٢). ٤٢ - يحيى بن محمد بن يحيى بن سعيد بن سعدون بن زيدان - بالمهملة - أبو بكر، الفهري القرطبي، كان فقيهًا حافظًا، مشاورًا في الأحكام، توفي بإشبيلية سنة ست وخمسين وخمسمائة (٣). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٤). ٤٣ - يوسف بن عبد العزيز بن يوسف بن عمر بن فِيْرُّة، أبو الوليد، اللخمي الأندي الأندلسي، المالكي، نزيل مرسية، الإمام الحافظ المتقن الأوحد، توفي سنة ست وأربعين وخمسمائة (٥). روى عنه ابن قرقول (٦). ٤٤ - يوسف بن علي بن محمد بن عبد الله بن علي بن محمد، أبو الحجاج، القضاعي الأندي الحداد القفال، المحدث الجوال، كان صدوقًا صحيح السماع، ليس عنده كبير علم، توفي في جمادى الأولى

(١) "التكملة" ٤/ ١٧٠ (٥٠٠)، "المعجم" (٣٠٢)، "تاريخ الإسلام" ٣٧/ ٩٤ (٦١)، "غاية النهاية" ٢/ ٣٦٩. (٢) "التكملة" ١/ ١٣١. (٣) "الصلة" ٢/ ٣٢٥ (٣٠٤)، "التكملة" ٤/ ١٧٢ (٥٠٧)، "تاريخ الإسلام" ٣٨/ ٢١٥ (٢٢٩). (٤) "التكملة" ١/ ١٣١. (٥) "الصلة" ٢/ ٦٨٢ (١٥١٠)، "تاريخ الإسلام" ٣٧/ ٢٦٣ (٣٥٨)، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ١٣٨ (٢٢٠)، "مرآة الجنان" ٣/ ٢٨٥. (٦) "التكملة" ١/ ١٣١.

1 / 49

سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة (١). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٢). ٤٥ - يوسف بن يبقى بن يوسف بن مسعود بن عبد الرحمن بن يسعون، أبو الحجاج التجيببي، الأندلسي المريي، النحوي، المعروف بالشنشي، صاحب الأحكام بالمرية، عُني بالعربية وبرع فيها، مات في حدود سنة أربعين، أو اثنتين وأربعين وخمسمائة (٣). ممن لقيهم ابن قرقول وأخذ عنهم (٤). ٤٦ - يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث، الإمام العلامة الحافظ، المفتي الكبير، أبو الحسن القرطبي المالكي، المعروف بابن الصفار، كان عارفًا باللغة والإعراب، ذاكرًا للغريب والأنساب، أنيس المجالسة فصيحًا حسن البيان، توفي في ثامن جمادى الآخرة سنة اْثنتين وثلاثين وخمسمائة (٥). وابن قرقول من تلامذته الذين صاروا مشايخ أهل الأندلس بعده (٦).

(١) "التكملة" ٤/ ٢٠٦ (٥٨٣)، "تاريخ الإسلام" ٣٧/ ١٣٢ (١٢٥)، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ١٨٦ (١٢١). (٢) "التكملة" ١/ ١٣١. (٣) "التكملة" ٤/ ٢٣٦ (٦٥٧)، "المعجم" (٣٠٨)، "تاريخ الإسلام" ٣٧/ ١٣٣ (١٢٦)، "بغية الوعاة" ٢/ ٣٦٣ (٢٩٩). (٤) "التكملة" ١/ ١٣١. (٥) "الصلة" ٢/ ٦٨٨ (١٥١٨)، "تاريخ الإسلام" ٣٦/ ٣٦، "مرآة الجنان" ٣/ ٢٦٠، "بغية الوعاة" ٢/ ٣٦٦. (٦) "المعجم" ص ٣٣٣.

1 / 50

المبحث الرابع: تلاميذه: ١ - أبو بكر بن خلف، الأنصاري القرطبي، القاضي أبو يحيى، ويعرف بالمواق، الفقيه المستبصر، من أهل قرطبة، وسكن مدينة فاس، كان حافظًا حافلًا في علم الفقه والخلاف فيه، ملازمًا للتدريس، توفي في آخر شوال، سنة تسع وتسعين وخمسمائة. سمع من ابن قرقول (١). ٢ - أحمد بن سلمة بن أحمد بن يوسف، أبو جعفر، ابن الصيقل الأنصاري، اللورقي، كان معنيًّا بالحديث، توفي في المحرم سنة ثمان وخمسمائة. روى عن ابن قرقول (٢). ٣ - أحمد بن محمَّد بن أحمد، أبو العباس البكري، من أهل شريش، أوطن سلا وولي بها القضاء، ثم بمدينة مكناسة، وتوفي سنة إحدى عشرة وستمائة. روى عن ابن قرقول (٣). ٤ - أحمد بن محمَّد بن أحمد، أبو جعفر، ابن الأصلع، الأندلسي، العكي، من أهل لوشة، برع في العربية وتصدر لإقرائها، توفي أسيرًا في ذي الحجة، سنة أربع وعشرين وستمائة (٤). أجاز له ابن قرقول (٥). ٥ - الحسن بن أحمد بن يحيى بن عبد الله، أبو علي الأنصاري،

(١) "التكملة" ١/ ١٨٠ (٥٩٨)، "تاريخ الإِسلام" ٤٢/ ٤٢٣ (٥٥١)، "الوافي بالوفيات" ١٠/ ٢٣٠ (٤٧١٨). (٢) "التكملة لكتاب الصلة" ١/ ٨٢ (٢٣٨)، "تاريخ الإِسلام" ٤٢/ ٣٣١ (٤١٢). (٣) "التكملة" ١/ ٩٣ (٢٧٠). (٤) "التكملة" ١/ ١٠٢ (٢٩١)، "السير" ٤٥/ ١٨٢ (٢٢٢)، "بغية الوعاة" ١/ ٣٦٠ (٦٩٩). (٥) "التكملة" ١/ ١٠٢.

1 / 51

القرطبي، ونزل مالقة، كان حسن الخط، مشاركًا في القراءات والحديث والعربية، توفي بمالقة لثلاث بقين من رمضان سنة خمس وثمانين وخمسمائة. سمع من ابن قرقول (١). ٦ - عبد العزيز بن علي بن عبد العزيز بن زيدان، أبو محمَّد وأبو بكر، السماتي، القرطبي، نزيل فاس، كان من أهل الفقه والحديث والنحو واللغة والأدب والتاريخ والحفظ لأسماء الرجال، توفي بفاس سحر ليلة الإثنين، الخامس لرجب، سنة أربع وعشرين وستمائة (٢). روى عن ابن قرقول (٣). ٧ - عبد الله بن أحمد بن جمهور بن سعيد بن يحيى بن جمهور، أبو محمَّد القيسي الإشبيلي، كان رجلًا صالحًا فاضلًا، بصيرًا باللغة والشروط، توفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة (٤). نُقل عنه من خط أنه قال: أخذت عن ابن قرقول (٥). ٨ - عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى، أبو بكر الأنصاري، الأندلسي المالقي، الإِمام الحافظ المحدث البارع الحجة النحوي المحقق، المشهور بابن القرطبي، توفي سنة إحدى عشرة وستمائة (٦).

(١) "التكملة" ١/ ٢١٢ (٦٩٦)، "تاريخ الإِسلام" ٤١/ ٢١٣ (١٦٦). (٢) "التكملة" ٣/ ٩٩ (٢٤٨)، "تاريخ الإِسلام" ٤٥/ ١٩٩ (٢٥٢)، "الوافي بالوفيات" ١٨/ ٥٣٠ (٥٣٥)، "بغية الوعاة" ٢/ ١٠١. (٣) "التكملة" ٣/ ٩٩، "تاريخ الإِسلام" ٤٥/ ١٩٩، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٥٢٠. (٤) "التكملة" ٢/ ٢٨١ (٨١٠)، "تاريخ الإِسلام" ٤٢/ ٩٣ (٧٢). (٥) "التكملة" ٢/ ٢٨١. (٦) "التكملة لوفيات النقلة" ١/ ٣٢٠ (٣٧٩)، "تاريخ الإِسلام" ٤٤/ ٧١ (٢٠)، "سير أعلام النبلاء" ٢٢/ ٦٩ (٥٠)، "بغية الوعاة" ٢/ ٣٧.

1 / 52

كتب إليه ابن قرقول (١)، وحضر مجلسه بمالقة (٢). ٩ - عبد الله - ويقال: عبد السلام - بن - الشيخ القدوة - عمر بن علي بن - القدوة العارف - محمَّد بن حمويه، أبو محمَّد الجويني، الخراساني، ثم الدمشقي الصوفي، الشافعي، الإِمام الفاضل الكبير شيخ الشيوخ، تاج الدين، كان فاضلًا مؤرخًا، وكان ذا تواضع وعفة، توفي في صفر سنة اثنتين وأربعين وستمائة (٣). روى عن ابن قرقول، قاله المقري التلمساني (٤). ١٠ - عتيق بن يحيى بن محمَّد بن سبيع، أبو بكر المذحجي الأندلسي، الإِمام القدوة، توفي في شوال سنة خمس وستمائة عن سبعين سنة (٥). أخذ عن ابن قرقول (٦). ١١ - علي بن جابر بن فتح الأنصاري، أبو الحسن، من أهل غرناطة، قال ابن الأبار: يعرف بابن اللواتي. قال الأوسي: أراه تصحيفًا من اللواز. توفي سنة تسع وستمائة. أجاز له ابن قرقول، وحدث وروى عنه (٧).

(١) "التكملة" ٢/ ٢٨٦ - ٢٨٧. (٢) "الإحاطة في أخبار غرناطة" ٣/ ٤٠٧. (٣) "التكملة لوفيات النقلة" ٣/ ٦٣٧ (٣١٥٦)، "تاريخ الإِسلام" ٤٧/ ١٢٣ (١٠٢)، "سير أعلام النبلاء" ٢٣/ ٦٩ (٧٢)، "مرآة الجنان" ٤/ ١٠٥. (٤) "نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب" ٣/ ٩٩. (٥) "التكملة" (٢٣١٤)، "السفر الخامس من كتاب الذيل والتكملة" ١/ ١٣١ (٢٥٤)، "تاريخ الإِسلام" ٤٣/ ١٢٢ (١٣٩). (٦) "تاريخ الإِسلام" ٤٣/ ١٢٣. (٧) "التكملة" ٣/ ٢٢٥ (٥٦٥)، "السفر الخامس" ١/ ٢٠٢ (٣٩٥).

1 / 53

١٢ - علي بن عتيق بن عيسى بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن محمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن مؤمن، أبو الحسن الأنصاري الخزرجي، من ولد عبادة بن الصامت، من أهل قرطبة، كان بصيرًا بالقراءات والحديث، يشارك في علم الطب ونظم الشعر، وصنف في الطب والأصول، توفي بفاس سنة ثمان وتسعين وخمسمائة (١). روى عن ابن قرقول (٢). ١٣ - علي بن موسى بن علي بن موسى بن محمَّد بن خلف، وبقال: علي ابن موسى بن أبي القاسم بن علي، أبو الحسن، الأنصاري، السالمي، الأندلسي، الجياني، نزيل مدينة فاس، المعروف بابن النقرات، وصف بالزهد والصلاح والورع، توفي بعد سنة ثلاث وستين وخمسمائة (٣). روى عن ابن قرقول (٤). ١٤ - عمر بن حسن بن علي بن محمد الجميل بن فرح بن خلف بن قومس بن مزلال بن ملال بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة - قال الذهبي: هكذا ساق نسبه، وما أبعده من الصحة والاتصال، وكان يكتب لنفسه: ذو النسبتين بين دحية والحسين - الكلبي الداني ثم السبتي - كان يذكر أنه من ولد دحية الكلبي - أبو الفضل، ثم أبو الخطاب، الشيخ

(١) "التكملة" ٣/ ٢٢١، "تاريخ الإِسلام" ٤٢/ ٣٦٠ (٤٦٠)، "السفر الخامس" ١/ ٢٥٦ (٥٢٥). (٢) "السفر الخامس" ١/ ٢٥٧. (٣) "التكملة" ٣/ ٢١٩ (٥٤٨)، "تاريخ الإِسلام" ٤٢/ ١٣٩ (١٤٤)، "الوافي بالوفيات" ٢٢/ ٢٦٠ (١٨٥)، "غاية النهاية" ١/ ٥٨١. (٤) "السفر الخامس من كتاب الذيل والتكملة لكتابي الموصول والصلة" ١/ ٤١٢.

1 / 54

العلامة المحدث الرحال المتفنن، مسجد الدين، صاحب كتاب "المطرب من أشعار أهل المغرب"، توفي ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. حدث عن ابن قرقول بـ "صحيح مسلم"، وقال: صحبته في سفره سنة أربع وستين وخمسمائة. وأجاز لي جميع رواياته (١). ١٥ - عمر بن عبد المجيد بن يحيى بن خلف بن موسى، أبو حفص وأبو علي، الأزدي، الأندلسي، الرندي، نزيل مالقة، كان عالمًا بالقراءات، متقدمًا في صناعة العربية، توفي في ربيع الآخر سنة ست عشرة وستمائة. سمع أبا القاسم السهيلي ولازمه طويلًا، وابن قرقول (٢). ١٦ - محمَّد بن إبراهيم بن أحمد بن محمَّد بن المعتصم، أبو عبد الله اللخمي، من أهل إشبيلية، يعرف بالزبيدي. سمع بمالقة من ابن قرقول (٣). ١٧ - محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن عبد الله ابن اليتيم، أبو عبد الله الأندلسي الأنصاري، الأندرشي، يعرف بابن البلنسي، الإمام المحدث الجوال، كان مكثرًا رحالة، نسب إلى الاضطراب، ومع ذلك أنتابه الناس، ورحلوا إليه، توفي سنة إحدى وعشرين وستمائة.

(١) "المطرب من أشعار أهل المغرب" ص ٢٢. "التكملة لكتاب الصلة" ٣/ ١٦٤ (٤١٠)، "المعجم" ص ٣٠١، "وفيات الأعيان" ٣/ ٤٤٨، "تاريخ الإِسلام" ٤٦/ ١٥٧ (١٩١)، "سير أعلام النبلاء" ٢٢/ ٣٨٩ (٢٤٨). (٢) "التكملة" ٣/ ١٥٧ (٣٩٧)، "السفر الخامس" ٢/ ٤٥٠ (٧٨٠)، "تاريخ الإِسلام" ٤٤/ ٣١٠ (٣٩٦)، "غاية النهاية" ١/ ٥٩٤، "الإحاطة في أخبار غرناطة" ٢/ ٣٢٧. (٣) "التكملة" ٢/ ٩٥ (٢٥٥).

1 / 55

سمع من ابن قرقول بمالقة (١). ١٨ - محمَّد بن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم، أبو عبد الله التميمي الفاسي، صاحب كتاب "المستفاد"، رحل إلى المشرق فأقام خمسة عشر عامًا، ولقي نحوًا من مائة شيخ فأكثر من الرواية عنهم وأجاز له بعضهم، توفي آخر سنة ثلاث أو أول سنة أربع وستمائة (٢). روى عن ابن قرقول (٣). ١٩ - محمَّد بن عبد الله بن طاهر، أبو عبد الله القاضي الفاسي، الحسيني الشريف، كان معتنيًا بسماع الحديث، ذاكرًا لأسانيده ومتونه، توفي بإشبيلية، سنة ثمان وستمائة. أخذ عن ابن قرقول (٤). ٢٠ - محمَّد بن علي بن يوسف بن مطرف، أبو بكر الأموي، المالقي، ممن عمر وأسن، وهو من بيت نباهة، توفي في ربيع الآخر، سنة ست وثلاثين وستمائة. روى عن ابن قرقول (٥). ٢١ - مصعب بن محمَّد بن مسعود بن عبد الله، أبو ذر الخشني، الأندلسي الجياني، العلامة اللغوي النحوي إمام النحو، المعروف بابن أبي ركب، كان إمامًا مبرزًا في العربية وضروبها، أقرأها عامة حياته ورحل الناس إليه فيها،

(١) "التكملة" ٢/ ٦١٣، "المعجم" ص ٥٩، "تاريخ الإِسلام" ٤٥/ ٧٣ (٤٧)، "سير أعلام النبلاء" ٢٢/ ٢٥٠ (١٣٨). (٢) "التكملة" ٢/ ١٦١ (٤١٦)، "تاريخ الإِسلام" ٤٣/ ١٢٩ (١٥٢)، "المقفى الكبير" ٦/ ٥٣٤ (٣٠٤٨). (٣) "فهرس الفهارس" ٢/ ٦٨٦. (٤) "التكملة" ٢/ ١٦٢ (٤١٨)، "تاريخ الإِسلام" ٤٣/ ٣٠٦ (٤١٢). (٥) "التكملة" ٢/ ١٣٩ (٣٦٣)، "تاريخ الإِسلام" ٤٦/ ٣٠٤ (٤٣١).

1 / 56

مات بفاس في شوال، سنة أربع وستمائة، عن سبعين سنة (١). روى عن ابن قرقول، قاله السيوطي في "البغية" - وتحرفت فيه إلى: (قوقل) - وعبد القادر بن عمر البغدادي (٢). ٢٢ - يعيش بن علي بن يعيش بن مسعود بن القديم - وفي "البغية": بن محمَّد بن أبي السرايا محمَّد بن علي بن المفضل بن عبد الكريم بن محمَّد بن يحيى - أبو البقاء وأبو محمَّد وأبو الحسن، الشلبي الأندلسي، النحوي، موفق الدين، وكان يعرف بابن الصانع - بصاد مهملة ونون - كان من أهل المعرفة بالقراءات، والإكثار من الحديث مع الضبط والعدالة، توفي سنة أربع -وقيل: ست - وعشرين وستمائة (٣). أجاز له ابن قرقول (٤). ٢٣ - يوسف بن محمَّد بن عبد الله بن يحيى بن غالب، أبو الحجاج البلوي، المالقي الأندلسي، الإمام القدوة المجاب الدعوة، المعروف بابن الشيخ، تلا بالسبع وأقرأ وأفاد، توفي سنة أربع وستمائة في رمضان (٥). سمع من ابن قرقول (٦)، وروى عنه مصنفاته، قاله ابن نقطة (٧).

(١) "التكملة" ٢/ ١٨٨، "تاريخ الإِسلام" ١٣/ ٤٦٣ (٢١٦)، "سير أعلام النبلاء" ٢١/ ٤٧٧ (٢٤١)، "مرآة الجنان" ٤/ ٥. (٢) "بغية الوعاة" ٢/ ٢٨٨، "خزانة الأدب" ٦/ ٧٧. (٣) "التكملة" ٤/ ٢٣٥ (٦٥٥)، "تاريخ الإِسلام" ٤٥/ ٢٧٢ (٢٨٢)، "غاية النهاية" ٢/ ٣٩١ (٣٩٠٤)، "بغية الوعاة" ٢/ ٣٥١ (٢١٦٥). (٤) "التكملة" ٤/ ٢٣٥. (٥) "التكملة لوفيات النقلة" ٢/ ١٤٧ (١٠٤٤)، "التكملة لكتاب الصلة" ٤/ ٢١٩ (٦١٥)، "تاريخ الإِسلام" ٤٣/ ١٦٧ (٢٢٢)، "سير أعلام النبلاء" ٢١/ ٤٧٩ (٢٤٣). (٦) "التكملة" ٤/ ٢١٩، "تاريخ الإِسلام" ٤٣/ ١٦٧، "السير" ٢٠/ ٥٢٠، ٢١/ ٤٧٩. (٧) "تكملة الإكمال" ٢/ ١٥٣.

1 / 57

المبحث الخامس: مصنفاته: لم أجد أحدًا ممن ترجم لابن قرقول أو من أصحاب كتب الفهارس ذكر مصنفات أو مؤلفات لابن قرقول، سوى كتاب "مطالع الأنوار" على اختلاف في تسميته أحيانًا (١). إلا ما كان من إسماعيل باشا البغدادي حيث سمى له في "هدية العارفين" ١/ ٩ كتابين: ١ - "مطالع الأسرار في شرح مشارق الأنوار للقاضي عياض". ٢ - "مطالع الأنوار على صحاح الآثار في فتح ما استغلق من كتب الحديث". ويظهر - والله أعلم - بل من المؤكد أنهما كتاب واحد؛ فلم أجد أحدًا - كما ذكرت - ممن سبق إسماعيل باشا ذكر له سوى "مطالع الأنوار"، وسيأتي الحديث عن الكتاب بالتفصيل إن شاء الله تعالى. ومن الجدير بالذكر أني وجدت الحافظ ابن نقطة قال في "التكملة" ٢/ ١٥٣ عن ابن قرقول: روى عنه يوسف بن محمَّد بن الشيخ مصنفاته! وكذا قال ابن دحية في "المطرب من أشعار أهل المغرب" ص ٢٢٦: وتصانيفه - أي ابن قرقول - متقنة مفيدة. مع أنه لم يذكر له مصنفًا واحدًا حتى هذا الكتاب الذي ذاع صيته وطير به كل مطار كتابنا: "مطالع الأنوار". وقال الحافظ الذهبي في "المشتبه" ١/ ١٧٤ في باب (الحمزي): وصاحب التواليف أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف ... قلت: أي ابن قرقول.

(١) فمثلًا سماه الحافظ الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ٥٢٠: "المطالع على الصحيح" وما إلى ذلك.

1 / 58

وتبعه على هذا ابن ناصر الدين في "توضيح المشتبه" ٢/ ٤٢٣، والحافظ في "تبصير المنتبه" ١/ ٣٥١. وقال ابن الغزي في "ديوان الإِسلام" ص ٧٥: ابن قرقول ... الأندلسي له مؤلفات، منها كتاب "المطالع" المشهور. قلت: فأين هذِه التواليف أو المؤلفات والمصنفات؟! فالذهبي نفسه لما ترجم له في "تاريخ الإِسلام"، و"العبر في خبر من غبر" لم يذكر له مصنفات، وفي ترجمته من "سير الأعلام" لم يذكر له إلا "المطالع"، فلعله والله أعلم لم يشتهر شيء من هذِه المصنفات ولم تعرف بعده ولم تنتشر؛ فقد تقصيت البحث في مصادر ترجمته والكتب التي عنيت بذكر مؤلفات العلماء ومصنفاتهم، ونقّبت فيها، وذلك جريًا وراء العثور على اسم مصنف آخر لابن قرقول، وأملًا في أن أجد له مصنفًا آخر، لكن دون جدوى. المبحث السادس: أقوال العلماء في ابن قرقول: امتلأت كتب العلماء والمترجمين ممن ترجم لابن قرقول بالثناء عليه ومدحه، ومن ذلك على سبيل المثال: قال تلميذه ابن دحية الكلبي عنه: الفقيه الإِمام المحدث الأصولي النحوي اللغوي. وقال ابن الأبَّار: كان رحَّالًا في طلب العلم، حريصًا على لقاء الشيوخ، فقيهًا نظَّارًا أديبًا حافظًا، يبصر الحديث ورجاله، وقد صنف وألف، مع براعة الخط وحسن الوراقة، حدث وأخذ عنه الناس. وقال ابن خلكان: كان من الأفاضل، وصحب جماعة من علماء الأندلس.

1 / 59

وكذا قال اليافعي والصفدي. وقال الحافظ الذهبي: كان رحَّالًا في العلم نقَّالًا، فقيهًا، نظَّارًا أديبًا نحويًّا، عارفًا بالحديث ورجاله، بديع الكتابة، وكان من أوعية العلم، وكان رفيقًا لأبي زيد السهيلي وصديقًا له، فلما فارقه وتحول إلى مدينة سلا، نظم فيه أبو زيد السهيلي أبياتًا وبعث بها إليه وهي: سَلَا عن سَلَا إِنَّ المَعَارِفَ والنُّهى ... بها ودعا أمَّ الرَّبَابِ ومأْسَلا بكيتُ أسًى أيامَ كان بسَبْتَةٍ ... فكيفَ التأسِّي حين منزله سَلَا وقال أناسٌ إِنَّ في البُعْدِ سَلْوةً ... وقد طالَ هذا البُعْدُ والقلبُ ما سَلَا فليتَ أبا إسحاق إذا شَطَّتِ النَّوى ... تحيَّتهُ الحُسنَى مَعَ الريحِ أَرسَلا فعادَتْ دَبُورُ الرَّيحِ عنديَ كالصَّبَا ... بذيِ غُمر إذْ أمرُ زيدٍ تبسَّلا فقد كان يُهدِيني الحديثَ مُوصَّلا ... فأَصبَح موصولُ الأحاديثِ مُرسلا وقد كان يُحيي العِلْمَ والذِّكرَ عندنا ... أوانَ دنا فالآنَ بالنأي كسَّلا فللَّهِ أُمٌّ بالمَرِيَّة أنجَبَتْ ... بهِ وأبٌ ماذا من الخَيْر أَنسَلَا

1 / 60