254

Mashariq

مشارق أنوار العقول

Genres

( قوله وغيبة المؤمن) أي حرام مبتدأ حذف خبره بدلالة ما بعده عليه والغيبة بكسر المعجمة: هي أن تذكر أخاك في غيبته بما يكرهه على قصد التنقيص له لما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ((هل تدرون ما الغيبة؟ قالوا الله ورسوله أعلم قال: ذكرك أخاك بما يكرهه قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته))([1]) ومن طريق معاذ أنه قال: ((ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ما أعجزه فقال صلى الله عليه وسلم اغتبتم أخاكم قالوا يا رسول الله قلنا ما فيه قال: إن قلتم ما ليس فيه فقد بهتموه)) ([2]) وعن حذيفة عن عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت أنها قصيرة فقال صلى الله عليه وسلم ((اغتبتها)) ([3]) فهذه الأحاديث دالة على أن الغيبة هي ذكر المؤمن بما يكره أما قولنا على قصد التنقيص فمأخوذ من الأحاديث الآتي ذكرها في بيان ما لا يكون غيبة فخرج بالتقييد بالمؤمن الفاسق، لأنه لا غيبة له لقوله صلى الله عليه وسلم ((أذيعوا بخبر الفاسق ليحذر الناس شره)).

Page 264