Al-Maqāṣid al-ʿAliyya fī Sharḥ al-Risāla al-Alfiyya
المقاصد العلية في شرح الرسالة الألفية
Genres
إيمانه، كالبلدة التي لا يعرف فيها مخالف ونحوه، دعا له بدعاء المجهول، وهو ما رواه أبو المقدام قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول على جنازة رجل من جيرته: «اللهم إنك خلقت هذه النفوس وأنت تميتها وأنت تحييها، وأنت أعلم بسرائرها وعلانيتها منا ومستقرها ومستودعها، اللهم وهذا عبدك ولا أعلم منه شرا وأنت أعلم به، وقد جئناك شافعين له بعد موته، فإن كان مستوجبا فشفعنا فيه واحشره مع من كان يتوالاه» (1).
وعن الصادق (عليه السلام) في الدعاء له: «اللهم إن كان يحب الخير وأهله فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه» (2).
واعلم أن هذه الدعوات ونحوها من المنصوص هو الأفضل، لكنه غير متعين، وإنما يتعين في هذه الصلاة لفظ الشهادتين والصلاة المعهودة.
ويجب أن يأتي لكل ميت بما هو وظيفته من التذكير والتأنيث، والإفراد والجمع عند الصلاة على جماعة، فيقول في الدعاء: اللهم هذا عبدك، وهؤلاء عبيدك إلى آخره، وللأنثى: اللهم إن هذه أمتك. إلى آخره، ويتخير في الخنثى.
[الثالث: لا ركوع فيها ولا سجود ولا تشهد ولا تسليم]
(الثالث: لا ركوع فيها ولا سجود ولا تشهد) آخرها (ولا تسليم) بمعنى أنه لا يشرع فيها شيء من ذلك. وكذا لا قراءة فيها واجبة ولا مندوبة عندنا.
(ولا يشترط(3)فيها الطهارة) من الحدث الأصغر والأكبر إجماعا، ولا من الخبث على أصح القولين، ويمكن شمول العبارة لهما؛ حملا للطهارة على المعنى اللغوي، أو على الشرعي مع استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه.
وقد علم من العبارة أنه يجب فيها الاستقبال، وإباحة المكان، وستر العورة، والنية، والقيام، والتكبير بل هو الركن الأعظم.
ويجب فيها أيضا الاستقبال بالميت بحيث يكون بين يدي المصلي إلى جهة القبلة، ورأسه عن يمينه، ورجلاه عن يساره، مستلقيا، إلا في المأموم مع استطالة الصف.
Page 376