Al-manṭiq wa-falsafat al-ʿulūm
المنطق وفلسفة العلوم
Genres
على أنه من العسير أن نحكم على ما حققه المنطق الحديث دون دراسة عميقة لأساليبه الفنية، لهذا فنحن مضطرون إلى أن ندع جانبا مشكلات المنطق الحديث لنعود إلى آفاق البحث التي كانت معروفة في القرن الماضي ...
الاستنباط يفترض الاستقراء الذي يزوده بمقدماته الكبرى
إذا كان حقا أن الاستنباط - كما يعرفه المنطق الصوري التقليدي ويصفه - ينطوي بوجه عام على فقدان للماصدق، فمن الضروري أن يوجد نوع آخر من الاستدلال يزود الاستنباط الشكلي بالماصدق الذي يحتاج إليه، وبعبارة أخرى، يجب أن يتلقى المنطق الاستنباطي المقدمات الكبرى التي يبدأ منها، من نوع آخر من الاستدلال. وهذا المنطق الآخر هو «الاستقراء». وكلمة «الاستقراء
induction » هي المقابل اللاتيني للكلمة اليونانية
epagogé (التي كان الأحرى أن تترجم بقولنا «إضافة
adduction » أو «استيراد
importation »).
والاستقراء استدلال يبدأ بعدد معين من القضايا الشخصية (المتعلقة بواقعة واحدة أو فرد واحد) أو من القضايا الجزئية (المتعلقة ببعض الوقائع أو الأفراد) لينتهي إلى قضية كلية (تتعلق بكل الوقائع أو الأفراد من جنس معين). ويعرفه أرسطو بقوله إنه هو الاستدلال الذي ينتقل من الخاص إلى العام.
ويمكننا تعريفه أيضا. كما قال «لاشلييه» - بأنه: «العملية التي ننتقل بها من معرفة الظواهر إلى معرفة القوانين المحكمة فيها».
14
Unknown page