في الدين، وما أعظمها بين العالمين! وقد قال تعالى في قريب من هذا: ستكتب هادتهم ويسألون )(1).
وأما الثاني وهو سلب العقل والدراية فلا يصح في عقل عاقل أن يدعي الولاية فيمن سلب عقله وصار بمثل البهيمة لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا، وقد قال تعالى فيمن سلب التوفيق، وحاد عن سواء الطريق: * إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل ابيلا *(2) . وقد علم أن العقل جعله الله تعالى مناط التكليف وأنه لا يسكنه إلا من 19/ أحب، وقد امتن به على الإنسان / فكيف يكون أصل صفوته ووده مسلوبا منه . فانظر الى سخافة عقول هؤلاء وقلة تمييزهم في نسبتهم من كان كالأنعام أو أضل ووكالخشاش، أولياء مقربون. وقد أخبر الله تعالى{ إن شر الدواب عند الله الصم الكم الذين لا يعقلون )(2). فهل ترى من أخبر الله عنهم بصفة الشر أن يكونوا أهل الحضرة والحظوة(4)؟ وهل معتقد هذا إلا جاهل غبي أو معاند شقي؟ عافانا الله مما ابتبلاهم وعافانا مما به آدهاهم.
وولما مات هذا الرجل كان له مشهد عظيم بين أهل البلدة شريفهم ومشروفهم اواختلطت النساء مع الرجال فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الشيخ مخلوف ذو التركة العظيمة.
ومنهم رجل يقال له مخلوف وكان في ابتدائه ينتسب إلى الطلب ويقري الصغار القران، وقرأ علي مرارا النحو، وحضر لمجلسي في إقرائه وإقراء غيره كثيرا ووكان يحضر مجلس الشيخ التواتي - رحمه الله - ، ثم إنه اتصف بصفة من ذكرناه فكان يأخذ الوعدة ويهوم على الأسواق ويجعل له من يحمل معه ما يتقاضا (والوعدة)(6) من الجزارين وبياع الفواكه وغيرهم من الباعة، ويمر على الرجل أو 197 /1 الجماعة فيقول لهم : أنا معكم وأنا هنيتكم . واشتهرت / بدعته في البلد ونواحيه كثيرا (1) سورة (الزخرف) الآية (10) .
(2) سورة (الفرقان) الآية (44) .
(3) سورة (الأنفال) ، الآية (22).
(4) في الأصل (الحضوة).
(5) تبدو هذه الكلمة (والوعدة) زائدة في النص، ومع ذلك تركناها على حالها
Unknown page