363

Al-Manhal al-Ṣāfī waʾl-Mustawfā baʿda al-Wāfī

al-Manhal al-Safi wa-l-Mustawfa Baʿda l-Wafi

Editor

دكتور محمد محمد أمين

Publisher

الهيئة المصرية العامة للكتاب

له معرفة بالأدب وتقييده، وكان فصيح العبارة، جميل الصورة، فيه إحسان ومكارم مروءة، لطيف المزاج، كثير التبسم، شهمًا، جزلًا، حج ودخل اليمن، ترددت إليه مرارًا بالقاهرة، واستدعانا لمأدبة صنعها بالروضة، وحضر معنا القاضي فخر الدين بن صدر الدين المارداني، فرأينا شابًا حسنًا يسبح متلطخ بالتراب، فقال لنا القاضي علاء الدين: لينظم كل منا في هذا الشاب شيئًا، فقام كل منا إلى ناحية وانفرد، فنظمنا نظمًا قريب الاتفاق، ولم يطلع أحد منا على ما نظم صاحبه إلى أن أكمل كل منا ما نظمه، فكان الذي نظمه القاضي المذكور:
ومترب لولا التراب بجسمه ... لم تبصر الأبصار منه منظرا
فكأنه بدر عليه سحابة ... والترب ليل من سناه أقمرا
وكان الذي نظمه فخر الدين:
ومترب تربت يدا من حازه ... كقضيب تبر ضمخوه بعنبر
وكان طرته ونور جبينه ... ليل أطل صباح أنور
وكان الذي نظمته، يعني الشيخ أثير الدين نفسه:

1 / 379