215

Kitab al-Manazir

كتاب المناظر

Genres

[138] وأيضا فإنه إن رسم في سطح جسم من الأجسام شكل مربع متساوي الأضلاع قائم الزوايا ورفع ذلك الجسم حتى يصير سطحه الذي فيه المربع قريبا من موازاة البصر وبحيث يدرك البصرمع ذلك الشكل المربع الذي في سطحه، فإن البصر يدرك الشكل المربع متساوي الأضلاع، ومع ذلك فإن الزوايا التي توترها أضلاع المربع عند مركز البصر إذا كان مركز البصر قريبا من السطح الذي فيه المربع تكون مختلفة اختلافا متفاوتا، ومع هذه الحال فليس يدرك البصر أضلاع المربع مختلفة.

[139] وكذلك الدائرة إذا أخرج فيها أقطار مختلفة الوضع، ثم رفع السطح الذي فيه الدائرة حتى يصير قريبا من موازاة البصر، فإن الزوايا التي توترها أقطار الدائرة عند مركز البصر إذا كانت الأقطار مختلفة الوضع تكون مختلفة اختلافا كثيرا بحسب اختلاف وضع الأقطار. ومع ذلك فليس يدرك البصر أقطار الدائرة وإن كانت مختلفة الأوضاع إلا متساوية إذا كان بعدها من البصر من الأبعاد المعتدلة.

[140] فلو كان إدراك البصر لمقادير المبصرات إنما هو من قياسها بالزوايا فقط التي تحدثها المبصرات عند مركز البصر لما كان يدرك أضلاع المربع المتساوي الأضلاع متساوية، ولا أقطار الدائرة متساوية، ولما كان يدرك الدائرة مستديرة، ولما كان يدرك المبصر الواحد من الأبعاد المختلفة قط على مقدار واحد إن كانت أبعاده المختلفة من الأبعاد المعتدلة، ولما كان يدرك المبصرات المتساوية المختلفة الأبعاد التي أبعادها معتدلة قط متساوية. فمن الاعتبار بهذه المعاني يتبين بيانا واضحا أن إدراك مقادير المبصرات ليس هو من القياس بالزوايا فقط.

Page 275