208

Malahim Wa Fitan

الملاحم و الفتن في ظهور الغائب المنتظر عجل الله فرجه

اذا ولي الحكومة بين قوم # اصاب الحق والتمس السدادا

وما خير الامام اذا تعدى # خلاف الحق واجتنب الرشادا

ثم قال للقوم: ما تقولون في يمين هذا الرجل؟فسكتوا فقال:

قولوا فقال رجل من بني أمية: هذا حكم في فرج فلا يصح لنا القول وانت عالم بالقول فيهم مؤتمن لهم وعليهم، قال عمر: فقل فان القول ما لم يكن يحق باطلا أو يبطل حقا يكون ممضى؛ قال: لا أقول شيئا ، فالتفت الى رجل من اولاد عقيل بن أبي طالب «ع» فقال له: ما تقول فيما حلف به هذا الرجل فاغتنمها فقال: يا أمير المؤمنين ان جعلت قولي حكما وحكمي جايزا قلت، وإن يكن غير ذلك فالسكوت أوسع لي وأبقى للمودة، قال: قل وقولك حكم وحكمك ماض، فلما سمع ذلك بنو امية قالوا: ما أنصفتنا يا أمير المؤمنين إذ جعلت الحكم الى غيرنا ونحن من لحمك وأولى رحمك فقال عمر اسكتوا عجزا ولو ما عرضت ذلك عليكم آنفا فما اهتديتم له، قالوا: لأنك ما أعطيتنا ما أعطيت العقيلي ولا حكمتنا كما حكمته، قال عمر: ان كان أصاب وأخطأتم وحزم وعجزتم وأبصر وعميتم فيما ذنب عمر لا أبا لكم أتدرون ما مثلكم؟ قالوا: لا ندري، قال: لكن العقيلي يدري ثم قال: ما تقول يا رجل؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين مثلهم كما قال الأول:

دعيتم الى أمر فلما عجزتم # تناوله من لا يداخله عجز

فلما رأيتم ذلك أبدت نفوسكم # ندما وهل يغنى من الحذر الحرز

فقال عمر: أحسنت وأصبت فقل فيما سألتك عنه وأجب، قال:

يا أمير المؤمنين بر قسمه ولم يطلق إمرأته، قال: واني علمت ذلك، قال: نشدتك الله يا أمير المؤمنين ألم تعلم ان رسول الله (ص) قال

Page 212