207

Malahim Wa Fitan

الملاحم و الفتن في ظهور الغائب المنتظر عجل الله فرجه

الناس في اهوائهم وتسرعهم الى ما فيه الفتنة فاحجمنا عن الحكم لتحكم بما أراك الله وانهما تعلقا بها وأقسم أبوها ألا يدعها معه وأقسم زوجها ألا يفارقها ولو ضربت عنقه إلا أن يحكم عليه بذلك حاكم لا يستطيع مخالفته والامتناع منه فرفعناهم إليك يا أمير المؤمنين أحسن الله توفيقك وأرشدك وكتب في أسفل الكتاب:

إذا ما المشكلات وردن يوما # فحارت في تأملها العيون

وضاق القوم ذرعا عن نباها # فأنت لها ابا حفص أمين

لتوضحها فانت بها عليم # وربك بالقضاء بها مبين

لأنك قد حويت العلم طرا # وحكمت التجارب والفنون

وفضلك الإله على الرعايا # فحظك فيهم الحظ الثمين

قال: وفي المجلس رجال من بني امية وأفخاذ قريش، فقال عمر لأبي المرأة: ما تقول أيها الشيخ؟فقال: يا أمير المؤمنين هذا الرجل زوجته ابنتي وجهزتها اليه أحسن ما يجهز به مثلها حتى إذا أملك خيره ورجوت صلاحه حلف بطلاقها كاذبا ثم أراد الاقامة معها، فقال له عمر: يا شيخ لعله لم يطلق إمرأته فكيف حلف؟فقال الشيخ: سبحان الله ان الذي حلف عليه لأبين غشا واوضح كذبا في ان يختلج في صدري منه شك مع سني وعلمي لأنه زعم ان عليا «ع» خير هذه الامة بعد نبيها صلوات الله عليه وإلا فامرأته طالق ثلاثا؛ فقال للزوج: ما تقول أهكذا حلفت؟قال: نعم، فقيل انه لما قال نعم كاد المجلس يرتج بأهله وبنوا امية ينظرون اليه شزرا إلا انهم لم ينطقوا بشيء كل ينظر الى وجه عمر، فأكب عمر مليا ينكت الأرض بيده والقوم صامتون ينظرون ما يقول ثم رفع رأسه وانشاء يقول:

Page 211