174

Majmuc

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

أحدهما: أن في تجويز نجاة علماء كل فرقة رد ما أخبر الله تعالى به من ضلال كثير من الأحبار والرهبان.

والثاني: ما في ذلك من تجويز أن يكون الله سبحانه أمر المختلفين بسؤال المختلفين، وكل ذلك باطل، وفي بطلانه دليل على أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يرد بذلك إلا علماء الفرقة الناجية.

وإذا ثبت بأدلة الكتاب والسنة أن العترة ومن شايعهم هم الفرقة الناجية لزم من أنكر ذلك بعد معرفته له بقلبه، وإن أنكره بلسانه أن يكون كاتما لما أنزل الله من البيان فيهم، وقد قال سبحانه [وتعالى]: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون(159) إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا...الآية} [البقرة].

وشاهد هذه الجملة: ما روي من ذم زيد بن علي - عليه السلام - لعلماء الفرق في رسالته التي منها قوله: (عباد الله: إن الظالمين قد استحلوا دماءنا، وأخافونا في ديارنا، وقد اتخذوا خذلانكم حجة علينا، فيما كرهوه من دعوتنا، وفيما سفهوه من حقنا، وفيما أنكروه من فضلنا.

Page 189