173

Majmuc

مجموع السيد الإمام حميدان بن يحيى القاسمي عليهما السلام

[ذكر معارضة المعتزلة لما أوجب الله سبحانه من سؤال أهل الذكر

من العترة]

الخامسة: معارضتهم لما أوجب الله سبحانه من سؤال أهل الذكر من العترة، والرد إلى أولي الأمر منهم بادعائهم أن كل عالم منهم متعبد بنظره واجتهاده، واحتجاجهم على ذلك بروايتهم عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: ((العلماء ورثة الأنبياء)).

وبحكايتهم عن أمير المؤمنين - عليه السلام - أنه كان يرى جواز بيع أمهات الأولاد في أحد قوليه، وأن عبيدة السلماني قال له: (رأيك يا أمير المؤمنين في الجماعة أحب إلينا من رأيك وحدك).

وبروايتهم أن النبي - صلى الله عليه وآله - أذن لمعاذ حين بعثه

إلى اليمن أن يجتهد رأيه إذا عدم الحكم في الكتاب والسنة، وأنه قال - صلى الله عليه وآله -: ((كل مجتهد مصيب)).

[احتجاج المعتزلة بقوله(ص): ((العلماء ورثة الأنبياء)) والجواب عن ذلك]

فأما احتجاجهم بقوله - صلى الله عليه وآله -: ((العلماء ورثة الأنبياء)) فإنما أصلوا ذلك ليتوصلوا به إلى أن يجعلوا أنفسهم من ورثته - صلى الله عليه وآله وسلم - خلافا للعترة.

ومما يمكن أن يجاب به عن ذلك: أن يقال: إن قوله: ((العلماء ورثة الأنبياء)) لا يخلو إما أن يريد به علماء كل فرقة مع اختلافهم، أو يريد به علماء الفرقة الناجية، ولا يجوز أن يريد به علماء كل فرقة لوجهين:

Page 188