وانقسم المؤرخون من العرب والمستشرقين من الفرنج إلى قسمين: قسم يصحح نسبتهم إلى فاطمة، وعلى رأسهم ابن خلدون مدعيا أن الشكاك إنما نفوا صحة نسبتهم تملقا للعباسيين. وقسم يشك في نسبهم هذا معتمدا على ما روي من بعض الأقوال.
وكانت الدولة الفاطمية مصطبغة بالصبغة اللاهوتية، نقرأ في ثنايا سيرة خلفائهم ما لا نجد مثله في ثنايا سيرة الأمويين والعباسيين، وربما كان هناك كتابان كبيران يمثلان هذه النزعة الإلهية، الأول ديوان ابن هانئ الأندلسي، فإنه أولا مملوء بالمصطلحات الإسماعيلية كالدعوة والداعي كقوله:
أنت الورى فاعمر حياة الورى
باسم من الدعوة مشتق
ومثل كلمة العهد والتأويل والوصي ونحو ذلك، وفي الديوان نرى أصول الدعوة الشيعية؛ مثل ضرورة وجود الإمام في كل عصر، سواء كان ظاهرا أم مختفيا، وإن هذا الإمام لا بد منه لحفظ الشريعة، وتدبير مصالح الأمة كقوله:
إذا كان أمن يشمل الأرض كلها
فلا بد فيها من دليل مقدم
إذا كان تفريق اللغات لعلة
فلا بد فيها من وسيط مترجم
وآية هذا أن دحا الله أرضه
Unknown page