247

Maḥḍ al-ṣawāb fī faḍāʾil Amīr al-Muʾminīn ʿUmar b. al-Khaṭṭāb

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

Editor

عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح

Publisher

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ومكتبة أضواء السلف

Edition Number

الأولى

Publication Year

1420 AH

Publisher Location

المدينة النبوية والرياض

الباب الخامس والعشرون: هيبته وخوف الناس منه
...
الباب الخامس والعشرون: في ذكر هيبته وخوف الناس منه
تقدم في حديث النسوة / [٢٦ / ب] اللاتي كن عند النبي ﷺ أنهن لما سمعن صوته قمن فابتدرن الحجاب، وقول النبي ﷺ: "ما لقيك الشيطان سالكًا فجًّا إلا سلك فجًّا غير فجّك" ١.
وسبق: لما خرج عمر وارفض الناس والصبيان٢.
وتقدم حديث المرأة في الباب قبله، لما دخل عمر فأخذت الدفّ فوضتعه تحتها٣.
وفي الصحيحين عن عائشة: أن فاطمة٤ لما توفي استنكر عليّ وجوهَ الناس، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته، ولم يكن بايع تلك الأشهر٥، فأرسل إلى أبي

١ سبق تخريجه ص ٣٠٧.
٢ سبق تخريجه ص ٣١٠.
٣ سبق تخريجه ص ٣٠٩.
٤ فاطمة بنت إمام المتقين رسول الله محمّد بن عبد الله الهاشمية، صلى الله على أبيها، ورضي عنها، سيّدة نساء العالمين، توفيت سنة إحدى عشرة. (الإصابة ٨/١٥٧) .
٥ ثبت بالأسانيد الصحيحة مبايعة عليّ لأبي بكر ﵄ بعد وفاة النبي ﷺ وقبل دفنه من ذلك: ما رواه البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال: "قبض رسول الله ﷺ واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر. . . " إلى أن قال: "ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليًّا، فدعا بعليّ فجاء فقال: قلت: ابن عم رسول الله ﷺ، وختنه على ابنته، أردت أن تشق عصا المسلمين، قال: لا تثريب يا خليفة رسول الله، فبايعه".
قال ابن كثير: "رواه البيهقي عن الحاكم وأبي محمّد المقري، وقد رواه عليّ بن عاصم عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، قال: "وهذا إسناد صحيح، محفوظ من حديث أبي نضرة، المنذر بن مالك عن أبي سعيد سعد بن مالك قال: وفيه فائدة جليلة وهي مبايعة عليّ بن أبي طالب إما في أوّل يوم أو اليوم الثاني من الوفاة، وهذا حق، فإن عليًّا بن أبي طالب لم يفارق الصديق في وقت من الأوقات، ولم ينقطع في صلاة من الصلوات خلفه.
ومنها: ما رواه موسى بن عقبة في مغازيه عن سعد بن إبراهيم حدّثني أبي أنّ أباه عبد الرحمن بن عوف. . . إلى أن قال: وقال عليّ والزبير: ما غضبنا إلا أن أخرنا عن المشورة، وإنا نرى أن أبا بكر أحق الناس بها، إنه لصاحب الغار، وإنا لنعرف شرفه وخيره، ولقد أمره رسول الله ﷺ أن يصلي بالناس وهو حيّ". قال ابن كثير: "إسناده جيد". انظر: البداية والنهاية ٣/٥/٢١٨، ٢١٩، ٣/٦/٣٠٦.
والجمع بين هذا ما ثبت في الصحيحين: أن فاطمة كانت قد أخذت في خاطرها على أبي بكر ﵁ بعض العتب، لظنّها أنّ لها في ميراث النبي ﷺ حقًا، والصواب خلاف ذلك لورود النص، وكذلك في صدقة الأرض التي بخيبر، فلم تكلم الصديق حتى ماتت فاحتاج عليّ أن يراعي خاطرها بعض الشيء، فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها ﷺ رأى عليّ أن يجدد البيعة مع أبي بكر ﵂. مع ما تقدم له من البيعة قبل دفن رسول الله ﷺ. (انظر: البداية والنهاية ٣/٢١٩، فتح الباري ٧/٤٩٥، الإمامة ص ١٤٣) .

1 / 270