136

Mahd Sawab

محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب

Investigator

عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح

Publisher

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية ومكتبة أضواء السلف

Edition Number

الأولى

Publication Year

1420 AH

Publisher Location

المدينة النبوية والرياض

فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي﴾ [طَه: ١-١٤] . فقال عمر: "دلوني على محمّد"، فلما سمع خباب قول عمر، خرج من البيت، فقال: "أبشر يا عمر، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله ﷺ لك ليلة الخميس: "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام"، قال: ورسول الله ﷺ في الدار التي في أصل الصفا. فانطلق عمر حتى أتى الدار، وعلى الباب حمزة وطلحة في ناس [٦ / أ] من أصحاب رسول الله ﷺ، فلما رأى حمزة ﵁ وجل القوم من عمر قال: "نعم فهذا عمر إن يرد الله بعمر خيرًا يسلم١ ويتبع النبي ﷺ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينًا". قال: والنبي ﷺ داخل يوحى إليه، فخرج رسول الله ﷺ حتى أتى عمر، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف، فقال: "ما أراك منتهيًا يا عمر حتى يُنْزِلَ الله بك - يعني: من الخزي والنكال - ما أنزل الله بالوليد بن المغيرة، اللهم اهد عمر بن الخطاب، اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب". فقال عمر ﵁: "أشهد أنك رسول الله، وقال: اخرج يا رسول الله"٢. وذكر أبو القاسم الأصفهاني في (سيرة السلف) بسند إلى أسامة ابن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده قال: قال عمر بن الخطاب ﵁: "تحبون أن أخبركم ببدو إسلامي؟ "، قلنا: "نعم". قال: كنت من أشد الناس على رسول الله ﷺ فبينا أنا في يوم حار شديد الحرّ بالهاجرة في بعض طرق مكة،

١ في الأصل: (أسلم)، والمثبت من دلائل النبوة. ٢ ابن الجوزي: مناقب ص ١٦، ابن سعد: الطبقات ٣/٢٦٧، البيهقي: دلائل النبوة ٢/٢١٩، والسنن ١/٨٨، كلاهما بإسناد فيه القاسم بن عثمان البصري وهو ضعيف، والمتن منكر، قال الذهبي: "قال البخاري: "له أحاديث لا يتابع عليها". وحدث بقصة عمر وهي منكرة جدًا". (ميزان الاعتدال ٣/٣٧٥)، وذكره السيوطي: تاريخ الخلفاء ص ١١٠.

1 / 154