226

سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون ) [سبأ : 40 41]. وفي قوله تعالى : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ) [المائدة : 116] الآية. وقوله تعالى : ( ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا ) [آل عمران : 80] الآية. وفي قوله تعالى : ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) [النجم : 19 20]. وحديث (1) أبي واقد الليثي قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها ، وينوطون بها أسلحتهم يقال لها «ذات أنواط» فمررنا بسدرة فقلنا : يا رسول الله ، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «الله أكبر ، إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : ( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون ) إلى قوله : ( وهو فضلكم على العالمين ) [الأعراف : 138 140] رواه الترمذي وصححه.

وأما عبادتهم للأحبار والرهبان ففي قوله تعالى : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) [التوبة : 31] ، فروى الإمام أحمد والترمذي (2) عن عدي بن حاتم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) الآية ، فقلت له : إنا لسنا نعبدهم ، قال : «أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمون ، ويحلون ما حرم الله فتحلونه؟» فقلت : بلى قال : «فتلك عبادتهم».

فالعبادة أنواع وأصناف ، ولا يتم الإيمان إلا بتوحيدها كلها لله سبحانه. وقد بينت السنة أن الدعاء هو العبادة. أي ركنها المهم الأعظم. وأصله من التنزيل الكريم قوله تعالى : ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي )

Page 229