============================================================
تفر سورة اليفرة /393 الأسرار قال الشاكرون لنعم الله الموفون بعهد الله: أصل الدين وأساسه خلتان اثنتان هما الأصلان والأساسان شكر النعمة والوفاء بالعهد؛ وبالضد من ذلك أصل الكفر وأساسه كفران النعمة ونقض العهد، وأحق النعم بالشكر وأعمها نفعا للخلق وأخصها درجة عند الحق نعمة النبوة؛ وأحق العهود بالوفاء وأعمها نفعا للخلق وأخصها درجة عند الحق عهد الإمامة. قال اله تعالى: (يا بني إشرائيل اذكروا نغمتي التى أنعنت عليكم " وذلك إشارة إلى نعمة النبوة التي أنعم الله بها عليهم: إذ جعل إسرائيل مهبط أنوار النبوة وأجراها في أولاده الأسباط، وجمع لهم بين النبوة والملك، فجعل فيهم أنبياء وجعلهم ملوكا؛ فربماكان يچري النبوة في شعب وقوة الملك في شعب كما في إشموئيل وطالوت، وربماكان يجتمع نور النبوة وقوة الملك في شعب او شخص كما في يوسف وموسى وداود وسليمان. ثم كان بين كل نبي ونبي جماعة حكشهم حكم الإمامة في هذه الأمة؛ ولا1 تكون النبوة جارية فيهم والوحي واردا عليهم، لكنهم في حكم صاحب الشريعة الأول2، وأحكامهم بعينها أحكام الكتاب المنزل، لايتعدون حدود الله، ولا يحكمون بغير ما أنزل الله، ولايحرفون كلمات الله، كما قال تعالى خبرا عنهم: (ومن قوم موسى أمة يفدون بالحق وبه يغدلون).
اقوالهم هداية بالحق، وأفعالهم عدل بالحق، يوفون بعهد الله من بعد ميثاقه، ويصلون ما أمر اله به أن يوصل؛ والعهد عهد الإمامة في قوله: (لا ينال عفدي الظالمين) ولذلك يسمى الوصي والإمام وليالعهد؛ فشكر النعمة الاعتراف بالنبوة: (يعرفون نسغقة الله تم يتكرونها) باتفاق المفسرين محتد -صلوات الله عليه وآله -والوفاء بالعهد وصل القول: (ولقد وصلنا لهم القول) وصلة رحم النبوة بالإمامة؛ فمن عرف نعمة الله تم أنكرها وكفرها فهو كافر؛ ومن نقض عهد الله من بعد ميثاقه وقطع ما أمر الله به أن يوصل فهو منافق؛ ومن أراد أن يبرا من الكفر ويخلص من النفاق فليذكر نعمة الله بالنبوة وهو مسلم، ولبوف بعهد الله في الإمامة وهو مؤمن. ثم نعمة الله تنزيل الكتاب، وعهد الله تأويل الكتاب، وقال - عليه اللام - : "فمنكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على ننزيله، ألا وهو خاصف النعل (516)".
2. س: شريعة الدور.
1. س: الامة ربما.
ليتهنل
Page 379