378

============================================================

1312مفاتيح الأسرار ومصابيح الايرار (وإياي قازهبون)؛ فاخشوني في ترك اتباعه وكتمانه. قال قتادة: أوفوا بعهدي هو العهد الذي أخذ عليهم في قوله: (وإذ أخذ الله ميثاق بني إشرائيل وبعثنا منهم اثني عشر قيبأ) إلى قوله: (قرضا حستا*، وقوله: (أوف بعفدكم) هو ما قال: "لأكفرن عنكم سيتاتكم): وقيل: هو ما قال: (ورخمتي وسعت كل شيء) إلى قوله: (واتبعوه لعلكم تفتدون )؛ وقال السدي: أوفوا بعهدي الذي عهدت إليكم في الكتاب أوف بعهدكم آدخلكم الجنة، وقال الحسن والضحاك: أوفوا بعهدي بأداء ما افترضت عليكم أوف لكم بالجنة: وروى الضحاك عن ابن عباس: أرض عنكم وأدخلكم الجنة، والأقوال كلها واحدة؛ وعهد اله تعالى الأول: الايمان بكتبه ورسله؛ والثاني: العمل بالطاعة؛ وعهد المكلفين في الدنيا العصمة في النفس والمال والولد؛ وفي الآخرة الثواب في الجنة.

(وإناي فارهبون)، فخافوني بنقض العهد. قيل: والمعنى: وعذابي فخافوه في بعض العهد، أي لاتخافوا ذهاب رئاسة ونقصانا في الحياة والمال.

و "إياي" كلمة تحذير؛ لأنك تقول: إياك والمخالفة، وإياي في هذا الأمر. فعلى هذا تم الكلام باياي؛ وقوله: "فارهبون" بيان لذلك.

وقال الزجاج: إياي نصب بالأمر وكأنه في المعنى وإياي فارهبوا، و"فارهبون " تكون فسيرا لذلك الفعل المضمر، ولايجوز أن يعمل فيه المذكور؛ لأنه مشغول بضميره؛ ولو كان في غير القرآن لجاز وإياي فارهبوا، ولكن الاختيار في الكلام "وإياي فارهبون" وحذفت الياء والأصل "فارهبوني"؛ لأنها فاصلة، ومعنى الفاصلة: آخر الآية ورأس أية أخرى، ليكون النظم على لفظ متسق؛ ويسمي أهل اللغة والمعاني رؤوس الآيات فواصل، وأواخرا الأشعار القوافي.

وأثبت يعقوب هذه الياءات) في جميع القرآن وحذفها الباقون اتباعا للمصحف: وإنما حذفت في المصحف لرؤوس الآيات؛ وأما أبو عمرو فقد أثبتها فيما لم يكن برأس أية: والرهبة في معنى الخوف -1136- وفسرها السدي والربيع هاهنا بالخشبة.

2. في الهامش عنوان: القراءة.

1. في الهامش عنوان: اللغة والنحو.

ليتهنل

Page 378