372

============================================================

306/مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار (1.] منها أن التكريم بالخلافة كان موعودا له في الأرض لا في الجنة؛ إذ قال تعالى: إني جاعلك في الأزض خليفة).

(2.] ومنها أن الارض موضع التوالد والتناسل، والجنة دار القرار، وأهلها لايتوالدون، بخلاف الأرض فإنها دار التوالد؛ فأراد الله تعالى أن تكون له ذرية طيبة؛ فيكون حكمهم في الخلافة إلى يوم القيامة حكم أدم -عليه السلام -.

(3.] ومنها أن التكليف بدار العمل أولى منه بدار الجزاء، وكان مقام آدم في الجنة عارية، والتكليف فيها نادرا، فأهبط إلى دار التكليف، ثم رد إلى دار الجزاء ليحسن الترتيب في تقديم ما قدم وتأخير ما أخر.

[4.] ومنها ليبتي دارا في الدنيا مثل الجنة في الأعلى وهي الشريعة والأحكام؛ فتكون المطابقة بين العمل والجزاء ظاهرة، وليستدل بالدين والشريعة على العالم الروحاني، وليرد المفروخ في المستأنف وليظهر -133آ- التقدير بالتكليف.

[5.] ومنها أن الرسالات والكتب والهدى والبيتات تنزل إلى العالم الجسماني، فيتلقاها اشخاص الكمال، وتظهرها خبايا الأسرار في الرجال، وهي أشرف من تحف الجنة، وألطف من الأنهار الجارية فيها والأشجار المثمرة الدانية قطوفها [6.] ومنها أن الجنة كانت مخلوقة لآدم - عليه اللام - وماكانت لشخصي واحد من اشخاص النوع، بل للذرية الحاصلة من أصل النوع؛ فأهبط إلى الأرض ليحشر من التراب ذرية طيبة ويصعد بهم إلى الجنة، ليتمتعوا بنعيمها، ولاتتعطل الجنات عمن لايتتعم بها ولا يتلذذفيها.

7.] ومنها أن الحكمة الربانية تقتضي أن لايتعطل في الوجود شيء وإن كان خسيسا وترى الروت يخلق منه الخنفساء، ويحرص على جمعه والتغذى به ليلا يضيع في الوجود شيء؛ ولقد كان في التراب قوة استعدادية لأن يصير مادة للسلالة ثم النطفة ثم العلقة إلى ل خلق الإنسان؛ فكما خلق منه قالب النفس الإنسانية في الابتداء كذلك تخلق منه الذرية على أطوار الخلقة في الدوام، ولايضيع في الوجود شيء، ولاتقوم القيامة وفي الأرض ذرة صالحة لاحتمال النفس الإنسانية القابلة لأمر البارى تعالى.

ليتهنل

Page 372