============================================================
1304مفاتيح الأسرار ومصابيح الابرار قال السدي:1 فهبطوا: فتزل آدم بالهند وانزل معه الحجر الأسود، وانزل معه بقبضة من ورق الجنة؛ فبته بأرض الهند؛ فنبت الطيب من العود وسائر العقاقير، وكان آدم طوله ستون ذراعا؛ فكساه الله بهذا الجلد وأعانه بالظفر يحتك به.
وقوله: "إما يأتيتكم مني هدى) أى قلنا لآدم وذريته ولإبليس اهبطوا منها جميعا ليمتحن بعضكم ببعض؛ فإني اتيكم بالهدى على السنة أنبيائي وفي كتبي، وظاهر الخطاب يقتضي أن يكون المخاطب بأحكام هذه الآية جميع من أهبط إلى الأرض، ولكن المعنى2 أ أول الخطاب لهم وصرف الخطاب إلى ذرية آدم فقط، ويمكن أن يكون الخطاب لذرية ادم وذرية إبليس في بني آدم؛ لأنه شاركهم في الأموال والأولاد. قال الفراء: الخطاب وإن كان لآدم وزوجته فيجب أن تكون الذرية داخلين في الخطاب، كقوله: (ائييا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين) أي بمن فينا من الخلق. وقال أبو العالية والربيع والكلبي ومقاتل: الهدى الأنبياء والرسل والبيان: وقال الحسن: الهدى القرآن: وقيل: الهدى محمد- صلىالله عليه واله-وفيه عموم وخصوص.
وقوله: (فإما يأتيتكم) معناه إن يأتكم؛ فإن الشرط ألحق بها "ما" للتأكيد،3 ودخلت النون للتأكيد؛ لأن هذه النون لاتكون في جواب الشرط إلا مع ما، كقوله: (وإما تخافن) فإما تتقفنهم). قال الزجاج: إعراب "إما" في هذا الموضع إعراب حروف الشرط والجزاء: لأن إن الشرط إذا جاءت في الفعل ومعها نون التقيلة لزمتها "ما". ومعنى لزومها ما" معنى التوكيد، وكذلك معنى دخول النون في الشرط التوكيد؛ والأبلغ فيما يؤمر به العباد التوكيد فيه. قال: وجواب الجزاء في الفاء مع الشرط الثاني وجزائه، وهو قوله: (فمن تبعا هداي) وقوله: (قلا خوف...)، جملة جواب للشرط في "فإما". وهو كقولك: زيد إن يأتني فمن يكرمني أكرمه.
و"من" في قوله: (فمن تبع) في معنى جمع: وقوله تبع -132 ب - على لفظ من.
وقوله: (قلا خوف عليهم ) على معنى الجمع، ونصب الثاني: (هداي ) لسكون الألف 2. في الهامش عنوان: المعاني.
1. في الهامش عنوان: التفسير والقصة.
3. في الهامش عنوان: النحو.
ليتهنل
Page 370