============================================================
1238مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار موضع اخر: "تصرخ منهم الدماء وتبكى منهم المواريت." فهؤلاء هم المفدون في الأرض أولئك هم الفاسقون في الشريعة، الخاسرون في القيامة.ا فهذه ثلاث خصال مخصوصة بثلاثة أقوام ضلال ممن يضل به كثيرا.
قوله -جل وعز-: كيف تكفرون باللهوكنتمأمواتأفأحياكم ثم يميتكم ثم يخيكم ثم إليه تزجعون(24) النظم لما ذكر الله سبحانه دلائل التوحيد والنبوة وعقبها بذكر أحوال المؤمنين والكافرين في العاقبة، وذكر بعده أن الأمثال التي ضربها في القرآن حق، وأنها عضادة الدلائل وشهادة البراهين والحجج، وأن القرآن على الوضع يهدي وعلى التبع يضل، فإن الضلال به لفسق الفاسقين، وفصل حالهم بخصال تلات، عقب ذلك بكلمة تعجب هو تعجيب ولفظ استفهام هو تفهيم، تقريرا لنفي الكفر بالله، مع ما عرفنا من دلائل التوحيد وهي في الآفاق: والأنفس، وإثبات الإيمان بالله واليوم الآخر مع ما عرفنا من دلائل البعث وهي في الأنفس والآفاق: فيكون البعث مقدرا على الخلق، والبعت إنما يثبت بالدلائل والأمثال، وأكثر الأمثال في القرآن لتقرير البعث؛ فأثبت كونها عاضدة للدلائل، ثم ابتدأ بدليل البعث على منكريه فقال: (كيف تكفرون يالله*.
الغة والمعاني [و] التفسير قال أبو إسحاق: "كيف" في الظاهر استفهام ومعناه التعجيب كآنه يعجب عباده المؤمنين من قبي أفعال الكفار وشنيع عقائدهم، كأنه قال: ألا تعجبون معاشر المؤمنبن من هؤلاء كيف يكفرون بالله؛ وهذا نوع تكلف في تعبير الكلام عن سياقة النظم، بل الخطاب لكافرين على وجه الالتزام عليهم بإنكار كيف ترضون بالكفر بالله وأنى يسوغ لعقولكم مع ما ترون في أنفسكم بالفطرة أنكم كنتم أمواتا فأحياكم. فإذا كان هو المميت المحبي في ليتهنل
Page 304