============================================================
نفير سورة البقرة /237 الني عليها صلوات الله ورحمة الله. فتارة عبر التنزيل عنهم بالأرحام وهي كلمة عامة، ثم خصها بالذرية الطيبة، ثم خصها بالآل المطلق، ثم خصها بال الله، وهى أولاد إسماعيل -علي اللام - ثم خصها وعينها بالمصطفى واله - عليه صلوات الله وعلى آله - . والصلة والصلوات من باب واحد؛ فمن وصلها من المبدا إلى المعاد وصله الله، ومن قطعها بالقول أو بالفعل قطعه الله. فذلك هو الذي عنى الله تعالى بقوله: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) قولا بالاتباع وفعلا بالاحتمال؛ ومن قطعها بالقول أو قطعها بالقول والفعل فهو من الذين ينقضونا عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، عرفهم من عرفهم ونكرهم من لهما وأما الخصلة الثالتة فهي قوله: (ويقسدون في الأرض) والفساد ضد الاصلاح وإنما صلاح الأرض بالدين والشريعة والحدود والأحكام، وإقامة الموازين بالقسط، والاجتناب عن الجور والظلم، وأن لايبخس الناس أشياءهم وهو كما أمر الله تعالى: (ولاتفسدوا في الأرض بغد إضلاجها) أي لاتفسدوا في الأرض بالهوى والحكم بغير الحق، والفتوى على خلاف العلم، وفتح باب الاباحة والحرمة بينة بعد إصلاحها بالدين والشريعة والحكم بما انزل الله من الحق والفتوى على وفق النص وسد باب الإباحة ورفع التكليف. فقوم يفسدون في الأرض ولايصلحون، وقوم يقولون: (إنما نخن مضلحون، ألا إنهم هم الفسدون ولكن لا يشعرون) وهم الجهال الأغتام والضلال الأنعام كما قال علي -رضي الله عنه - فيهم: "ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برايه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه، ثم يجمع القضاة بذلك عند إمامهم الذي استقضاهم فيصوب اراءهم جميعا وإلههم واحد وكتابهم واحد وتبيهم واحد أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف فأطاعوه؟ أم نهاهم عنه فعصوه؟ أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه؟ -102آ- أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضي؟ أم أنزل الله دينا ت اما فقصر الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- عن تبليغه وأدائه والله تعالى يقول: (ما قرطنا في الكتاب من شيء و(فيه تبيان كل شيء) وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا وأنه لا اختلاف فيه فقال: (لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا4"(487) وقال في ليتهنل
Page 303