============================================================
فبر سورة الفاتحة/8 وإنما تساق المبادي إلى الكمالات برحمتي العامة والخاصة فيها1 على الأوساط(278). ثم الرحمانية العامة تجاور (بشم الله) وهو على المبادي؛ والرحيمية الخاصة تجاور (الحقد له رب العالمين )، وهو على الكمالات؛ والعموم بالمبادي أولى، والخصوص بالكمالاتا أحرى؛ فلولم يكن (بشم الله الرخمن الرحيم) أية من الفاتحة لماكانت الفاتحة كاملة، بل كانت سورة بتراء؛ وإنها من الأمور التي لها بال، وأي بال؟! وكمال، وأي كمال؟!
و ماروي: "كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر"(379) رواية غير صحيحة؛ وإن الحمد تقرأ على تمام النعمة، كما أن اسم الله يقرأ على ما به النعمة. ألا تبتدئ الحركات والصناعات كلها ببسم الله، وتختمها بالحمد لله؟
وسر آخر: في المثاني مايتبين لك في آخر التفسير للسورة، أن المثاني في نفس الفاتحة وأنها سبع مردودات من المعاني لفظا ومعنى.
المثنى الأول منها: "بسم الله" و"الحمد لله، وهما في اللفظ متساوقان وفي المعنى كما بينا-متوازيان؛ فإن "بسم الله" -34 ب - على المبادي، و"الحمد لله" على الكمالات.
. والمثنى الثاني: رحمتان بين المبادي والكمالات، رحمة عامة تشمل الموجودات كلها من غمير فرقي بين موجود وموجود؛ وذلك لأنه جواد؛ ورحمة خاصة تخص بعض الموجودات على فرقي بين موجود وموجود؛ وذلك لأنه كريم. فلولا عموم رحمته لم تتحرك المبادي متوجهة إلى الكمالات؛ ولولا خصوص رحمته لم تنعطف الكمالات على المبادى.
قال الله تعالى: (ورخمتي وسعتكل شيء)، وهو إشارة إلى عموم الرحمة للخلائق برها وفاجرها، وقال: (فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاةوالذين هم بآياتنا يؤمنون) وهو اشارة إلى خصوص الرحمة برها دون فاجرها، ومؤمنها دون كافرها؛ وأنت عرفت قاعدة العموم والخصوص في مقدمات علم القرآن. فالعام والخاص إذأ مثنى أخر، وستأتي باقيات المثاني إن شاء الله.
وسر آخر: إن العوالم فد تعد على ولاء النسبة إلى الباري تعالى ثلاثة: عالم الخلق، وعالم الأمر، وعالم النواب. فتقدرت العوالم النلاثة على الأسامي الثلانة. فالآلهية تعطي 1، س: فيما.
ليتهنل
Page 153