============================================================
186مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار منها إلى أسرار كلمات في القرآن المجيد دون أن أفسر القرآن برأيي1 . واستعذت بالله السميعا العليم من الشيطان الرجيم حتى لايقع في خاطري ولايجري على قلمي ما أتبوا مقعدي من النار، أعاذنا الله -عز وجل- من النار وسعيرها، وحفظنا عن الزيغ والزلل في تأويل أيات القرآن وتفسيرها2.
قال أهل القرآن: إن (بشم الله الوخمن الرحيم) آية منزلة كسائر الآيات، وهي من الفاتحة قطعا، وهي أول آية جرى بها القلم الأول؛ وأول آية نزل بها جبرئيل على المصطفىا محمد -صلوات الله عليهما- في سورة "اقرأ باسم ربك" أو "المدثر" أو "الفاتحة" على اختلاف الروايات، وأول أية علمها خديجة وأهل بيته -عليهم اللام -، وأول أية قرأها في الصلاة وجهر بها؛ والدليل على ذلك الأخبار الصحيحة التي رويناها، والأسرار المتينة التي نحن بصدد تقريرها، وقد أجمعت الأمة على أن الفاتحة سبع أيات، وأكثرهم على أنها هي السبع المتاني؛ ومن قال: إنها ليست من الفاتحة، وقد عد -34آ- (أنعمت عليهم) اخر الآية السادسة؛ فانظر إلى أواخر الآيات، كيف تجد انسياقها من حيث اللفظ، ولا تشك أنها كسرة وبعدها ياء ساكنة، وبعدها وقفة، وهي: حيم ومين) ودين وعين وقيم ولين؛ فلو قلت: أنعمت عليهم4) آخر آية، أخرجت النسق المطرد في أواخر الآيات وأدخلت فيهاما لايناسبها لفظا. على أن الوقف على "عليهم" ليس يصح؛ فإن الوقوف في الفاتحة باتفاقا القراء أربعة، ولم يجوزوا الوقفة5 على "عليهم". فاختلاف النسق ومنع الوقف يدلان على أن "عليهم" ليس آخر الآية السادسة؛ وهذه من الأمارات المغلبة على الظن، الموجهة إلى اليقين: وأما اليقين فيها إنما يقتنص من معانيها.
قال أهل القرآن الذين يتلونه حق تلاوته: إن الأمور التي لها بال، فلها مبدا ووسط وكمال: وكل ما لا مبدأ له فلا كمال له؛ وكل ما لاكمال له فلا مبدأ له؛ وإن المبادئ كلها تقرأ عليها ا(377)1121 بسم الله،قال النبي(ص): "كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر"(377) وإن الكمالات كلها يقرأ عليها: "الحمد لله". قال الله تعالى: (وآخر دغواهم أن الحمد لله رب العالمين) 3. س: 3 وحيما.
3. س: تقسيريات.
1. س: برأي.
4. س: فلوقلت لهم من عليهم. 5. س: الوقعم ليتهنل
Page 152