130

============================================================

64 مفاتيح الأسرار ومصابيح الآبرار د ل اللفظ عليها من معانيها، ولايجوز حملها على الملائكة أو على اشخاص موصوفين بها الا بنص وتوقيف؛ ومن ذلك القبيل الحروف في أوائل السور على مذهب من فسرها: فلا يجوز تفسيرها إلا بخبر أو أثر وكذلك أسباب النزول، وتخصيص العمومات، وتعميم الخصوصات، وحمل المجملات على المقيدات، وصرف الألفاظ المشتركة إلى إحدى الجهات؛ فلا يثبت ذلك كله إلا بالأخبار الصحيحة؛ وأما ما يمكن تفسيره فهو ظواهر الكتاب ونصوصه، وما لايحتمل الفظ غيره؛ فلو استعمل المفسر عقله ونظر فيه، علم أنه ما أخل بمعنى اللفظ لغة، ولا خالف الحس والعقل حقيقة؛ فليس ذلك من جملة تفسير القرآن بالرأي والقياس.

و كذلك تأويل ما يوهم ظاهره التشبيه أو التعطيل أو الجبر أو القدر؛ فذلك بنظر العقل وقياس اللغة جائز؛ فإنه يعلم قطعا أن التشبيه والتعطيل باطل ولايجوز حمل كلمات القرآن على باطل؛ فلابد إذأ من تأويل؛ وشرطه أن لايعدل عن مقتضى اللغة والعرف فيها، ولايميل الى مذهب ومقالة، والتعصب لها، بل يجري على الجادة، ويراعي الوسط، ويتجنب بنيات الطرق1(3.5). ولايركن إلى تقليد الآباء، ويألف2 مذاهب تربية الأبناء، ولايقول: (إنا وجدنا اباءنا3 على أمة وانا على آثارهم مهتدون" أو (مقتدون).

ورعاية هذه الشروط في تفسير الآيات المتشابهة وتأويلها عسر جدا، ولايكاد يفي بذلك أكثر المفسرين؛ فإنك تجد التفاسير كلها مبنية على المذاهب المحللة؛ فالقدري يفسر ايات القدر على ما يوافق مذهبه؛ والأشعري على مايوافق مذهبه، والمشبهي يتمسك بالظاهر ويقول: الظاهر معي، والتأويل مظنون، وإني لا أترك ظاهر اللفظ بأمر مظنون، وغايتي أن أقول: لا أعدل عن الظاهر، ولا أعول -25 ب * على التأويل؛ والمعطل يترك الظاهر، ويتأول العبادات كلها على رجال، والمحظورات على رجال، والدين معرفة ذلك الرجل؛ وقد تبرا منهم الصادق جعفر بن محمد -عليه السلام-؛ ومن الواقفة من يقول: إنى أقف وأكل4 علمه إلى الله، فأقول: كل من عند الله، وذلك هو طريق السلامة، وهو كما قال بعض 3 س : أبانا.

2. س: الف.

1.س: الطرف 4. س: اكمل.

ليتهنل

Page 130