75

Madkhal

المدخل إلى تقويم اللسان

Investigator

الأستاذ الدكتور حاتم صالح الضامن

Publisher

دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Publisher Location

بيروت - لبنان

ومساغ. وإنَّما البَنَّةُ الريحُ الطيِّبة، يُقال: شرابٌ ذو بَنَّةٍ، أي: طيِّب الريح). قال الرادّ: قوله: والبَنَّة الريح الطيِّبة ليس بمطَّرد، لأنَّ البنَّة عند العرب: الريح، وقد تكون طيِّبة وخبيثة، ومن ذلك قول عليّ بن أبي طالب، ﵁، لرجل من أهل اليمن (١): (إنِّي أجدُ منك بَنَّةَ الغَزْلِ) (٢)، وليس الغَزْل مما يوصف ريحه بالطيب. وقال الخليل (٣) ﵀: (وتقول: أجد في الثوب بَنَّةً طَيِّبَةً من عَرْفِ تُفَّاح أو سفرجل). فوصف البَنَّة بالطيب دليل على ما ذكرناه. * * * وقالَ أيضًا (٤): (ويقولون في ما كان من الأفعال الثلاثية المعتلة العين، مما لم يُسَمّ فاعله، بإلحاق الألف، فيبنونه على (أُفْعِل) نحو: أُبِيعَ الثوب، وأُقِيمَ على الرجل، وأُخِيفَ، وأُدِير به. والصواب في هذا كلّه: إسقاط الألف، فتقول: بِيع الثوبُ، وخِيفَ الرجلُ، ودِير بِهِ). قال الرادّ: أَمَّا أُبيعَ الثوبُ فيجوز على لغة مَنْ يقول: أُبِيع الشيء، بمعنى: بِيعَ، وقد بعته وأبعته، بمعنى واحد، حَكَى ذلك أبو عُبَيدَةَ،

(١) الأشعث بن قيس. (٢) النهاية ١/ ١٥٧. (٣) العين ٨/ ٣٧٢. (٤) لحن العوام ٢٠٤.

1 / 78