ترك:
كان يكتب فيها الدكتوران نجم الدين عارف المناسترلي وشرف الدين مغمومي.
قانون أساسي (التركية)، والقانون الأساسي (العربية):
كان يكتب فيهما الخواجة محمد قدري العثماني ومؤلف هذا الكتاب.
الإنذار:
كان يحررها يوسف حمدي يكن شقيق المؤلف أيضا.
وقد ظهرت بأوروبا وأمريكا جرائد جليلة القدر عظيمة الخطر، مثل: «كشف النقاب» التي كان ينشرها بباريس الأمير أمين أرسلان، و«كوكب أمريكا» و«الأيام» وكلتاهما صدرت بأمريكا.
كل هذه الجرائد طالبت حكومة الاستبداد بحرية الأمة وشدت في ذم ظلم عبد الحميد ودعته إلى الإنصاف، وخاطبت العثمانيين في الانتباه إلى ما هم صائرون إليه؛ فطاردها الظالم مطاردة من لا يعرف السأم، وأكثر من اتخاذ الجواسيس، وجعل المراقبة الشديدة على البريد، وبالغ في منع هذه الجرائد من الدخول في البلاد العثمانية لكيلا يقرأها أفراد الأمة فيتنبهوا إلى أعماله، ويكونوا مع الأحرار يدا واحدة عليه، ثم حاول أن يستغوي من يكتبون الصحف وأن يستجلبهم بالمال، وتمكن من نيل مأربه مع البعض منهم ولم ينجح مع الآخرين.
أما «مشورت» فكانت من حزب الإصلاح الديني، ومثلها «ميزان»؛ فإن صاحبيهما ما استعانا على عبد الحميد إلا من الوجهة الدينية، و«القانون الأساسي» كذلك، وسبب اتخاذها هذه الخطة أنه لم يمكن مخاطبة العثمانيين إلا باسم الدين، وا أسفاه.
أما «عثمانلي» و«اجتهاد» و«المشير»، فكانت جرائد من الطبقة الأولى. وقد سبقت لي مناظرات مع صاحب «المشير» قبل دخولي في فريق المطالبين بالحرية، أظهر فيها من قوة الحجة وحسن البيان وشدة النفس ما خيل لكثير من الناس أننا أعداء، وما كانوا يعرفون أننا نقضي أكثر أوقاتنا معا على أحسن ما يكون من الإخاء. وسليم سركيس رجل يندر مثله في رجال الصحافة، وكانت جريدته محبوبة عند أولي الذوق السليم مطلوبة من ذوي الأدب والظرف؛ لأن صاحب «المشير» كان يتخير الفصول ويجيد الكلام، فما ظهر عدد من جريدته إلا رأيت فيه كل ما يطيب للنفس ويخف على السمع. وإنه لشهم جريء، إذا جاءه وعيد زاد إقداما، وإن سيم في ذمته أعرض عن النفائس إعراض الكريم؛ فهو من أنصار الحرية الذين يفتخر بهم الوطن. هو صحافي منذ أكثر من عشرين سنة، يشهد له «لسان الحال» و«المشير» و«المؤيد» و«مجلة سركيس». ولقد عانى من مطاردة الحكومة المستبدة ما لا يصبر عليه سواه، بعثت وراءه من يغتاله قتلا فسلمه الله من شره، وطلبته من الحكومة المصرية فكانت قلامة ظفره أمنع من عقاب الجو. وقد سجن مرتين فلم يزده السجن إلا رفعة في عيون الفضلاء.
Unknown page