أقلقتم السابح في لجة
ورعتم في الجو ذات الجناح
هذا وأنتم عرضة للفنا
فكيف لو خلدتم يا وقاح؟
فقام أيضا من يظن أنه ممن كشفت لهم حجب الغيب، وقد نظر إلى ما سيكون، فحدثنا عن الطائرات والغواصات، وأبو العلاء المسكين لا يعني إلا قنص الطير وصيد السمك ...
ألزم شيخنا نفسه ما ليس يلزمها فسخط على المتساقطين على مائدة الدنيا كالذباب. ولو كان عنده علم هذا الزمان لحرم علينا شم الهواء وشرب الماء؛ لأن فيهما حياة، ولامتنع عن أكل العدس لأنه يلد الطويرات، ورفع يده عن سلة التين لأن التين، إذا خم، يولد بنات عم البرغش.
ضلالة هندية اعتقدها أبو العلاء، وأراد أن يجعل نفسه حقل اختبار لفلسفته كما فعل تولستوي حين خرف.
هكذا ظننت قبلما عرفت رأيه في «النفس»، وقبلما بان لي أنه يرجو ثوابا.
اعتكف أبو العلاء على درس أبي الطيب فكانت أولى صرخاته: «نقمت الرضا حتى على ضاحك المزن.» وأبغض الدنيا وأهلها مثله فاختار لها أبشع الألقاب وأوخمها، وهذه الكنية النتنة التي أطلقها عليها مأخوذة من قول معلمه أبي الطيب:
وقتلن دفرا والدهيم فما ترى
Unknown page