118

Maathir Sultaniyya

المآثر السلطانية

Genres

ولما كان قد رحل جمع من تلك الطائفة بمتاعهم إلى مواقع بنبك أيروان بالمحاكمة الشديدة، فقد كانوا ينقلون المؤن من الكرجستان إلى ذلك المكان ومنه إلى معسكرهم، فقد أمر الحضرة العلية بتعيين بير قلى خان مع فوج من الأبطال الصائدين للعدو على رأسهم، فهبط بير قلى خان مع الجنود المسعودين عليهم كالبلاء الفجائى، وأخبر روس ذلك المكان [ص 119] إيشبخدر عن كيفية الأحداث وطلبوا منه العون والمدد، وبسبب استماعه هذا الخبر بدأ فى الظهور كالبخور على الفحم وأحضر قادة الجيش واختار من بينهم مشاة النيران الشجعان المشهورين بالسالدات «1» الأصلاب وهم المشهورين بينهم بالجلادة، وسير فى صحبتهم عدة عربات من المدفعية لإحضار المؤن وإمداد سكان بنبك. وكلف الحضرة العلية الخاقانية أيضا من على الجانب الأخر على قلى خان شاهسون، فأرسل على قلى خان على الفور إلى بير قلى خان عن طريق أحد الفرسان وأخبره بتحرك الروس، وقرر بأن يرفع بير قلى خان أيضا راية الحرب والمعركة من تلك الناحية.

والخلاصة، أن على قلى خان وبير قلى خان أسرعا من الأمام ومن الخلف وأدركا الروس وسط بنبك وإيروان وأحاطوا الجميع كالصيد، وارتفعت من الناحيتين الشعلة الثائرة، وبأقل مجهود فسخوا حبل جمعهم عن بعضه، ونجا عدة أشخاص من تلك الطائفة الحمقاء، وتم أسر بعضهم، ورجع جيش الإسلام مظفرا ومنصورا إلى معسكر مسعى العالم، وأقاموا التلال على بعضها من رءوس جيش روسيا وعظمائها أمام خيمة الهمايون، وبعد ذلك كان قد صار ما يقرب من أربعة عشر ألف شخص من جيش الروس فى يد الأسود الصائدة للعدو ما بين قتيل وأسير وهالك.

وفى أوائل شهر ربيع الثانى، رحل [إيشبخدر] من شاطئ قلعة إيروان وتوجه إلى تفليس، فتتبعه حراس جيش ملجأ الظفر واستولوا على ألوية وغنائم كثيرة منه.

Page 154