Ma Dalla Calayhi Quran

Mahmud Shukri Alusi d. 1342 AH
87

Ma Dalla Calayhi Quran

ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة بالبرهان

Investigator

زهير الشاويش

Publisher

المكتب الإسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٣٩١هـ- ١٩٧١م

Publisher Location

لبنان

وَقد يتخيل فِي نَفسه مَا تقلده عَن غَيره فيظنه كشفا كَمَا يتخيل النَّصْرَانِي التَّثْلِيث الَّذِي يَعْتَقِدهُ وَقد يرى ذَلِك فِي مَنَامه فيظنه كشفا وَإِنَّمَا هُوَ تخيل لما اعتقده وَكثير من أَرْبَاب الاعتقادات الْفَاسِدَة إِذا ارتاضوا صقلت الرياضة نُفُوسهم فتتمثل لَهُم اعتقاداتهم فيظنونها كشفا وَقد بسطنا الْكَلَام على هَذَا فِي غير مَوضِع وَالْمَقْصُود أَن مَا ذَكرُوهُ من أَن الْعَرْش هُوَ الْفلك التَّاسِع قد يُقَال إِنَّه لَيْسَ لَهُم عَلَيْهِ دَلِيل لَا عَقْلِي وَلَا شَرْعِي أما الْعقل فَإِن أَئِمَّة الفلاسفة مصرحون بِأَنَّهُ لم يقم عِنْدهم دَلِيل على أَن الأفلاك هِيَ تِسْعَة فَقَط بل يجوز أَن تكون أَكثر من ذَلِك وَلَكِن دلتهم الحركات والكسوفات وَنَحْو ذَلِك على مَا ذَكرُوهُ وَمَا لم يكن لَهُم دَلِيل على ثُبُوته فهم لَا يعلمُونَ ثُبُوته وَلَا انتفاءه. مِثَال ذَلِك: أَنهم علمُوا أَن هَذَا الْكَوْكَب تَحت هَذَا بِأَن السفلي يكسف الْعلوِي من غير عكس فاستدلوا بذلك على أَنه من فلك فَوْقه كَمَا استدلوا بالحركات الْمُخْتَلفَة على أفلاك مُخْتَلفَة حَتَّى جعلُوا فِي الْفلك الْوَاحِد عدَّة أفلاك كفلك التدوير وَغَيره فَأَما مَا كَانَ مَوْجُودا فَوق هَذَا وَلم يكن لَهُم مَا يستدلون بِهِ على ثُبُوته فهم لَا يعلمُونَ نَفْيه وَلَا إثْبَاته بطريقهم وَكَذَلِكَ قَول الْقَائِل إِن حَرَكَة التَّاسِع مبدأ الْحَوَادِث خطأ وضلال على أصولهم فَإِنَّهُم يَقُولُونَ إِن الثَّامِن لَهُ حَرَكَة تخصه بِمَا فِيهِ من الثوابت ولتلك الْحَرَكَة قطبان غير قطبي التَّاسِع وَكَذَلِكَ السَّابِع وَالسَّادِس وَإِذا كَانَ لكل فلك حَرَكَة تخصه والحركات الْمُخْتَلفَة هِيَ سَبَب الأشكال الْحَادِثَة الْمُخْتَلفَة الفلكية فَتلك الأشكال سَبَب الْحَوَادِث السفلية كَانَت

1 / 95