الحصن فأسلم على يده ثم قال له : إن فى هذا الحصن ضعفة ونساء وصبية ، فاعطهم أمانا ليخرجوا إليك ، فليس فيهم درك (1) فأخذ أمانا من خالد للجميع ، ثم أخرجهم ، فخرج فيهم رجال كأنهم الأسشد . فقال خالد : لم أعطك الهؤلاء أمانا ، إنما أعطيتك للضعيف . قال الرجل : فهم كلهم ضعيف ، لأن الله عز وجل يقول { وخلق الإنسان ضعيفا(2)) . فكتب فى ذلك إلى أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، فأجاز الأمان على خالد .
وحكى أن سابور ذا الأ كتاف ، كان يكثر غزو العرب وقتلهم وطلبهم . فغزا مرة بنى تميم ، وذلك فى حياة عمرو بن تميم . وكان عمرو قد عمر حتى وفى على مائة وعشرين سنة . فلما بلغ بنى تميم إقبال سابور نحوهم ، هموا بالهرب منه والتنحى عنه . فقال عمرو لبنيه وقومه : اجعلونى في زنبيل وعلقونى على شجرة وارحلوا عنى ، فلعلى أ كفيكم أمره . فصيروه على شجرة كيلا تأكله السباع ، واعطوه قوتا من الطعام والشراب . فاما ورد سانور منازلهم لم ير أحدا ، ورأى الزنبيل معلقا فأمر به فنزل ، فإذا شيخ مثل القفة . فقال : من أنت يا شيخ ومن أين أتيت ؟ قال : أنا من الذين تطلب ، أنا عمرو ين تميم بن مرة) بن مر بن أد بن الياس بن مضر ين نزار . فقال : ايا كم أودت، ولم تخلفت عن قومك ؟ قال : لأسألك عن قصدك للعرب وانك لا تزال نغزوهم وتطلبهم ولا ذنب لهم إليك . قال سابور : لأنه بلغنى أنه يخرج منكم رجل يكون زوال ملكنا على يده . قال له عمرو : والله لئن كنت على يقين
Page 118