داره بالرجال عليهم الجواشن (1) ومعهم السيوف ، وقال لهم جعفر : إذا كثرت فاخرجوا على صالح وعلى من معه . ثم أذن لصالح فأدخل وعليه جوشن وخوذة ومعه عمود ، ومعه مائة من أصحابه في مثل ذلك الزى . وجعفر فى صحن الدار على بر عظيم.
فقعد صالح إلى جعفر ، وجعفر فىي تو بين رقيقين ولا سلاح عليه . فلما رآه صالح في ذلك الزى استرسل ، فقال جعفر : أتيتنا متقبضا (2) وتحن واثقون بك ويحتاج إلى أن نتفاوض في أمور نكتمها حتى تظهر في أوقاتها . قال صالح لمن فربه من رجاله : تنحوا جميعا ، فتنحوا عنهما . قال صالح لجعفر : إن أ كثر من في عسكر محمد بن عبد الله ، يعنى المهدى ، قد كاتبني. قال له جعفر : الله أ كبر ، ورفع صوته ليخرج رجاله على رجال صالح ، فلم يخرجوا ، وتناظرا ساعة ، قال جعفر : فأين الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صبيان ني العباس يتلاعبون مها . قال صالح : ما أحب أن أسمع منك مثل هذا ، وهذا الأثر كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال جعفر: الله أ كبر ، ورفع صوته فوق مقدار كلامه كالمستحث لأصحابه . فتغير وجه صالح وأنكر رفع صوته ، وحس بان ذلك من جعفر علامة بينه وبين رجاله ، فوثب صالح مسرتما لينزل من السرير.
قال جعفر : فقلت في نفسى متى ألقي هذا بعد اليوم إلا في حرب . فوتب جعفر إليه كالمعظم له ، القام بقيامه . وقال : لتدخل دابته ، حتى قرب منه ، م أدخل رجله بين رجلئ صالح وأخذ يده بيده ، ومنعه من إخراج خنجره ،
Page 106