348

Lumca Bayda

اللمعة البيضاء

Investigator

السيد هاشم الميلاني

Edition Number

الأولى

Publication Year

21 رمضان 1418

كما في قوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي /القرآن-الكريم/35/35" target="_blank" title="فاطر: 35">﴿لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب﴾</a> (١) مبالغة في إبداء نعم الله وإظهارها ليكون ذلك ثناء آخر من باب: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي /القرآن-الكريم/93/11" target="_blank" title="الضحى: 11">﴿وأما بنعمة ربك فحدث﴾</a> (٢).

والحمد لله اخبار عند الفراء، قال: وفيه إضمار كأنه قال: إحمدوه وقولوا:

الحمد لله، والأظهر أن يقال: انه جملة إخبارية في الأصل، ثم استعمل في معنى الإنشاء، فإن المتبادر من قول هذه الجملة - أي الحمد لله - إنشاء الحمد لله، واستعمال الجمل الخبرية في مورد الإنشاء كثير في الجملة، إما فعلية ماضوية مثل صيغ العقود والأدعية نظير: بعت، وأنكحت، وأيدك الله، ورحمك الله، أو فعلية استقبالية مثل: لا يمسه إلا المطهرون، أو اسمية مثل: الحمد لله وله الشكر ونحو ذلك.

والإضمار خلاف الأصل مع أن التبادر العرفي يحكم بكون الجملة إنشائية، كما تقول بعد حصول النعمة: (الحمد لله) بقصد أن تحمده، ثم انهم قالوا: إن العبد إذا حمد الله فقد ظفر بأربعة أشياء: قضى حق الله، وأدى شكر النعمة الماضية، وتقرب من استحقاق ثواب الله، واستحق المزيد من نعمائه.

و (الإلهام) هو الإلقاء في الروع، يقال: ألهمه الله خيرا أي لقنه، و <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/91/8" target="_blank" title="الشمس: 8">﴿فألهمها فجورها وتقواها﴾</a> (٣) أي بينها.

والإلهام قسم من الوحي، وهو والإيحاء الإعلام في خفاء، فيستعمل كل منهما بمعنى الإلقاء في الروع لكونه نوعا من الإعلام في خفاء، قال تعالى:

<a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/16/68" target="_blank" title="النحل: 68">﴿وأوحى ربك إلى النحل﴾</a> (٤) أي ألهمها وقذف في قلوبها، وعلمها على وجه لا سبيل لأحد على الوقوف عليه، <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/28/7" target="_blank" title="القصص: 7">﴿وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه﴾</a> (٥) فإنه أيضا وحي إليها، وكذلك قوله تعالى: <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/6/121" target="_blank" title="الأنعام: 121">﴿وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم﴾</a> (6).

Page 350