167

وفي الرواية /163 أنها شيبت به صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو في مقام النبوة، ومحل العصمة صلوات الله عليه وآله وسلامه ؛ وماعند الله هوادة لأحد من خلقه، وما حكمه إلا واحد في جميع عباده.

ومنها ماهو عام لهم ولغيرهم، كوعيد الله في كتابه، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، على جميع حدوده، وإيجاب البراءة من جميع أعدائه، نحو: قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله } [المجادلة: 22] الآيات.

فأعرضوا عن هذه الآيات والأخبار، واتخذوها ظهريا، وأغلقوا الباب، وقطعوا الخطاب، وصيروها نسيا منسيا؛ ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون؛ سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون.

كل ذلك ميلا إلى الهوى، وحبا للرئاسة، وإخلادا إلى الدنيا؛ ومن يتولهم منكم فإنه منهم؛ والمرء مع من أحب؛ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

فإن قيل: إنهم إنما قبلوا حديثهم؛ لظنهم صدقهم، ولم يتولوهم ولا أحبوهم.

قيل: إن كنت لاتعلم؛ فاعلم أنهم تولوهم، وترضوا عنهم وعدلوهم،

وعدلوا كل من شمله اسم الصحبة، ومنعوا الكلام فيهم بالكلية؛ بل عدوا ذلك جرحا، ووضعوه قدحا، كما صرحت به دفاترهم، وجرى عليه أولهم وآخرهم؛ وكان الأولى بمن بلغ به الجهل بحالهم إلى هذا، أن يسكت؛ فإن سكوته أسلم.

[كلام على معاوية وبقية بني أمية]

هذا، ومنها ماهو خاص لأناس منهم، بأسمائهم وأعيانهم، كرأس الباغين، معاوية بن أبي سفيان.

أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر؛ عن سعيد بن المسيب، قال: رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بني أمية على منابرهم؛ فساءه ذلك، فأوحى الله إليه (إنما هي دنيا أعطوها)؛ فقرت عينه، وهو قوله تعالى: {وما /164 جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس } [الإسراء: 60].

Page 164