Lawāmiʿ al-Anwār
لوامع الأنوار
Genres
الدين، من الناكثين والقاسطين والمارقين، ومن تلاهم من
الجبارين.
[تعديل الخصوم لرؤساء النفاق، والأخذ عنهم وشيء مما جاء فيهم]
وأي بيان في هذا الباب، أبلغ من توليهم وتعديلهم لرأس أحزاب البغي، وزعيم أرباب القسط، المحارب لسيد الوصيين (ع)، والقاتل للألوف المؤلفة من طائفة الحق والمحقين، معاوية بن أبي سفيان، وأبيه، اللذين لم يزالا يبغيان لدين الله الغوائل، ويسعيان في إطفاء نور الله ويجمعان القبائل، حتى ظهر أمر الله وهم كارهون؛ وتوليهم وتعديلهم لشركائه في أمره، ووزرائه وأنصاره، كعمرو بن العاص، وأبي موسى الأشعري، وطريد رسول الله وابن طريده مروان بن الحكم، والمغيرة بن شعبة؛ فهؤلاء عندهم من المركون عليهم في الدين، الموثوقين على تبليغ شريعة سيد المرسلين، المعتمد على رواياتهم في أصح صحاحهم، كالبخاري ومسلم.
ولا كلام فيهم؛ لشمول اسم الصحبة لهم عندهم؛ وقد عمموا بذلك
المدح والثناء مطيعهم وعاصيهم، ومحقهم وباغيهم، ومخلصهم ومنافقهم، ومؤمنهم وفاسقهم؛ وقد علموا ماورد عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من النصوص المعلومة القاطعة؛ منها ماهو خاص لمسمى الصحابة أولا وبالذات، ومتناول لمن شاركهم من غيرهم، كما ورد في الفرق الثلاث: الناكثين والقاسطين والمارقين؛ وغير ذلك مما هو معلوم في شأن أمير المؤمنين، وأخي سيد النبيين عليهم صلوات رب العالمين من أن حبه إيمان، وبغضه نفاق، وأن حربه حربه، وسلمه سلمه، المروي عند جميع المسلمين.
[حديث: المحلؤون يوم القيامة عن الحوض من الصحابة]
ومنها: ماهو وارد في الصحابة خاصة، كأحاديث الحوض، المتضمنة لطردهم وإبعادهم، وأنه لايخلص منهم إلا كهمل النعم، وأنهم غيروا وبدلوا، وأنه عليه وآله الصلاة والسلام يقول: ((أصحابي أصحابي)) فيقال: إنك لاتدري ماأحدثوا بعدك، فيقول: ((سحقا سحقا)).
ولم يقل: لا كلام فيهم؛ لأنهم صحابة، ولا لأنهم خير القرون، ولا إنهم كالنجوم، ولا إن فيهم من أهل بدر فيعملون ماشاؤا.
وأخبار الحوض، متواترة مروية عند آل محمد (ع)، وعند هؤلاء القوم في /162 صحاحهم كالبخاري ومسلم.
Page 162