266

Ḵazānat al-adab wa-ghāyat al-arab

خزانة الأدب وغاية الأرب

Editor

عصام شقيو

Publisher

دار ومكتبة الهلال-بيروت

Edition

الطبعة الأخيرة ٢٠٠٤م

Publisher Location

دار البحار-بيروت

ذكر التتميم:
بكل بدر بليل الشعر يحسده ... بدر السماء على التتميم في الظلم١
التتميم، كان اسمه التمام، وإنما سماه الحاتمي التتميم، وسماه ابن المعتز: اعتراض كلام في كلام لم يتم معناه.
والتتميم عبارة عن الإتيان في النظم والنثر، بكلمة إذا طرحت من الكلام نقص حسنه ومعناه، وهو على ضربين: ضرب في المعاني، وضرب في الألفاظ، فالذي في المعاني، هو تتميمي المعنى، والذي في الألفاظ هو تتميمي الوزن، والمراد هنا تتميمي المعنى ويجيء للمبالغة والاحتياط كقول طرفة:
فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الغمام وديمة تهمي٢
فقوله: غير مفسدها احتراس واحتياط، ويجيء في المقاطع والحشو، وأكثر مجيئه في الحشو، ومثاله قوله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ ٣ فقوله: ﴿مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾، تتميم، وقوله: ﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾، تتميم ثان في غاية البلاغة التي بذكرها تم معنى الكلام، وجرى على الصحة، ولو حذفت الجملتان نقص معناه واختل حسن البناء. ومن هذا القسم قول النبي ﷺ، مما انفرد به مسلم: "ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم اثنتي عشرة ركعة، من غير الفرائض، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة".

١ بليل الشعر: صيغة مبالغة من البلل.
٢ الديمة: الغيمة إذا أمطرت، تهمي: تمطر بغزارة.
٣ النحل: ٩٧/ ١٦.

1 / 271