والواقع أن الشعر الحديث في المسرحية يقع في المكان الذي خلق له؛ لأنه يضفي على الحوار نوعا من الموسيقى والجرس مع تحرير الشاعر من القافية، وإطلاق يديه في تنويع الحوار والسير به إلى حيث تبتغي المشاهد والمواقف.
ولهذا لم يكن عجيبا أن تنجح مسرحيات الشرقاوي، ويتخلج الشعر الحديث على الطريق ولا يستطيع أن يبلغ من نفوس الناس ما بلغه الشعر.
وعودا إلى الصوت المرتفع، أعتقد أن القراء أنفسهم يحبون في العمل الفني أن يصلوا إلى خوافي معانيه بشيء من الجهد يبذلون مع الكاتب، حتى إذا أغناهم الكاتب الروائي أو القاص عن هذا الجهد انصرفوا عن العمل جميعا في غير احتفاء ولا تقدير.
شوقي وحافظ وطه حسين
خطب رئيس وزراء إنجلترا في مرة فقال: إن إنجلترا لا تشرف بشيء قدر شرفها بأن منها شكسبير، وكانت إنجلترا في ذلك الحين الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، لم تعتز بعسكرها ولا بهذه الإمبراطورية التي تدور مع الشمس حيث تدور دائما، وإنما اعتزت ببضع كلمات قالها شاعر اسمه شكسبير، وقد كان رئيس الوزراء هذا صادقا في نظرته فقد صفيت الإمبراطورية وغابت عنها الشمس في أغلب أوقات النهار، وغابت شمسها هي أيضا، وأصبحت دولة من الدرجة الثانية، تعاني الفقر والأزمات المالية والسياسية جميعا.
وشاء الله لمصر أن يشرق فيها شاعر لقبه شعراء العالم العربي بأمير الشعراء، وهو أميرهم لقبوه أو لم، واجتاح شعره بلدان العربية وكان يعرف ذلك عن نفسه وهو يقول:
وحولي فتية غر صباح
لهم في الفضل آيات وسبق
على لهواتهم شعراء لسن
وفي أعطافهم خطباء شدق
Unknown page