ولو كونكم في الناس كانوا
هراء كالكلام بلا معاني
كيف استطاع أن يقول إن الناس يصبحون هراء، وكيف تأتى له أن يشبه الناس بمعنى مجرد وفي وقت كان التشبيه فيه بالأسد والرئبال والحيدر إلى آخر مسميات الأسد.
وحين يمدح شعب بوان ويجري هذا الحديث الخالد بينه وبين حصانه:
يقول بشعب بوان حصاني
أعن هذا يسار إلى الطعان
أبوكم آدم سن المعاصي
وعلمكم مفارقة الجنان
كيف استطاع المتنبي منذ ألف عام ونيف أن يذم الحرب وينسبها إلى المعاصي ومفارقة الجنان، ويصل بينها وبين الخطأ الأول في البشرية الذي أهداه إلينا جد الإنسانية فيما أهداه إلينا من متاعب وشرور، فمنذ البدء أعطى الله الحرية لآدم، فاختار وباشر ما اختار، لقد سن المعاصي وعلمنا مفارقة الجنان، وما زلنا على تعاليمه البشعة حتى الآن، وحسبك نظرة إلى لبنان، لقد تطور الأمر فيها، فبعد أن كان مفارقة للجنة أصبح اليوم تدميرا للجنة، ورحم الله المتنبي.
وحين يمدح البحتري المتوكل فيهديه فرسا يموت في اليوم التالي فيكتب إليه:
Unknown page