114

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

أجابوه بأبشع جواب وأشنعه فقالوا: ﴿أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا﴾ [الأعراف: من الآية ١٢٩] فقال لهم: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ [الأعراف: من الآية ١٢٩] فكان رَدُّه (١) عليهم بهذا اللطف عن ذاك (٢) الجفاء والغِلظة، وأظهروا خلافه فيما أمرهم به من الدخول على الجبابرة في الأرض المقدّسة حتى قالوا (إنّا) (٣) لن ندخلها أبدًا ماداموا فيها كما تقدم، وكما نهاهم عن الصيد يوم السبت فاحتالوا في حبس الحيتان، وكما نهاهم عن الإدخار من المن والسلوى فادخروا، ولما (٤) غاب عنهم زمن المناجاة عَبَد العجل منهم الجم الغفير، وقارون القريب النسيب (٥) جرى في حقّه منه ما جرى وعاداه العداوة البليغة، والسامري الذي كان من عظماء بني إسرائيل (٦) نافَق وعمل ما عمل وكل ذلك في كبره وفي زمان النبوّة، ولم يُسْلِمْ له ممن أحبّه طفلًا إلا امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون، وقد قال لمحمد صلى الله عليه وعليه وسلم ليلةَ الإسراء: إنه عالج بني إسرائيل أشد المعالجة (٧)، واقترحوا عليه من الأمور المنكرة والأمور الدينية ما عُرف
به سوء أدبهم (معه) (٨) وقلّة [معرفتهم و] (٩) احترامهم إياه، كما أنه لما كان يعتزلهم في

(١) في ب "فرده".
(٢) في ب "ذلك".
(٣) "إنا" ليس في ب.
(٤) في ب "لما" بدون الواو.
(٥) قال بدر الدين العيني في قارون: "وفي نسبه إلى موسى ثلاثة أقوال: أحدها: أنه كان ابن عمه قاله سعيد بن جبير عن ابن عباس وبه قال ابن جريج وعبد الله بن الحارث، والثاني: ابن خالته رواه عطاء عن ابن عباس، والثالث: أنه عم موسى قاله ابن إسحاق". عمدة القاري (٢٣/ ٣٥٢).
(٦) قال قتادة: "كان السامري عظيمًا من عظماء بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة، ولكنّ عدوّ الله نافق بعدما قطع البحر مع بني إسرائيل، فلمّا مرّت بنو إسرائيل بالعمالقة وهم يعكفون على أصنام لهم فقالوا: يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة، فاغتنمها السامريّ، فاتّخذ العجل ... ". تفسير الثعلبي (٦/ ٢٥٨).
(٧) أخرجه البخاري (٤/ ١٠٩)، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، ح ٣٢٠٧.
(٨) "معه" ليس في ب.
(٩) "معرفتهم و" زيادة من ب.

1 / 398