113

Khaṣāʾiṣ Sayyid al-ʿĀlamīn wa-mā lahu min al-manāqib al-ʿajāʾib ʿalā jamīʿ al-anbiyāʾ ʿalayhim al-salām (maṭbūʿ maʿa: minhaj al-Imām Jamāl al-Dīn al-Sarmarī fī taqrīr al-ʿaqīda)

«خصائص سيد العالمين وما له من المناقب العجائب على جميع الأنبياء عليهم السلام» (مطبوع مع: منهج الإمام جمال الدين السرمري في تقرير العقيدة)

Editor

رسالة ماجستير، قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة - كلية أصول الدين - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

Publisher

(بدون)

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

Genres

ولا يكفر، ومنهم من يُعَذّب بأنواع العذاب كصهيب وبلال ﵄ وأرضاهما ونحوهما، ومنهم من يقول:
ولست أبالي حين أُقتل مسلمًا ... على أيّ جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزّع (١)
وهو خُبَيب ﵁ إلى غير ذلك من أحوال كثير من أصحاب محمد ﷺ ومن بعدهم ﵃ أجمعين.
فإن قيل: قد أكرم الله تعالى موسى ﵊ بأن ألقى له المحبة في القلوب وكان بين عينيه نور لاينظر إليه أحد إلا أحبّه قال الله تعالى: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي﴾ [طه: من الآية ٣٩] وهذا أحد الأقوال في هذه المحبّة وهو الوارد في هذا المكان، قيل: إنما كان ذلك في صغره لشدّة الحاجة إلى ذلك، لأنه ﵊ أُلقي في البحر وكان الأطفال في ذلك الوقت تذبح ولاتستبقى حتى (٢) أُخرج من اليَمِّ والتقطه آل فرعون وجعلوا يطلبون (له) (٣) المراضع ليُنْفذ الله تعالى حكمه ويمضي قدَره فقالت أخت موسى [ق ٢٤/ظ]: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾ [القصص: من الآية ١٢]، فكان أولَ ما أخرج من اليمّ أحبّه (٤) فرعون وامرأته حتى ربَّوه في دار المملكة (مكرمًا) (٥) معززًا إلى أن نشأ وكان من شأنه ما كان، فظهر له منهم ومن بني إسرائيل من العداوة والشنآن ما الله به العليم حتى من أهله كقارون ونحوه فإنه لما قال لبني إسرائيل: ﴿اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ
الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ (٦) لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف: من الآية ١٢٨]،

(١) أخرجه البخاري (٩/ ١٢٠)، كتاب التوحيد، باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله، بلفظ: "على أيِّ شق كان لله مصرعي".
(٢) في ب "حين".
(٣) "له" ليس في ب.
(٤) في ب "أخت".
(٥) "مكرمًا" ليس في ب.
(٦) في ب "والعاقية"، وهو خطأ ظاهر.

1 / 397