224

Khabar Can Bashar

kitab al-Khabar ʿan al-Bashar Fi ’ansab al-‘Arab wa Nasab Sayyed al-Bashar

Genres

قالوا. ولما امر الله تعالى الملائكة ان يسجدوا الدم فسجدوا الا ابليس اخبر تعالى عن سبب مفارقته للملائكة بقوله إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه [الكهف. 50]

فلو كانوا كلهم جنا لاشتركوا في الامتناع من السجود ولم يكن في قوله تعالى إلا إبليس كان من الجن ما يحمله على ان لا يسجد فبان ان الملائكة حيز غير حيز الجن, وانهما فريقان متباينان فان قيل ما معني دخول ابليس في الامر الذي خوطب به الملائكة ان لم يكن منهم قيل قد كان ابليس من الجن الذين خلقوا من النار, وكان اخوانه في الارض غير ان الله تعالى كان قد اذن له في مساكنة الملائكة ومحاورتهم لحسن عبادته. وشدة اجتهاده فلما سكن السماء وطال اختلاطه بالملائكة. ومباينته لجنسه جري في عداد الملائكة وصار كاحدهم فكلفه كالعجم الذي يختلط بالعرب ويسكن بالدهم ويتعلم لسانهم ويتخلق بأخلاقهم فيكون اعجميا متعربا ويدعي لذلك من العرب فلما امر الله تعالى الملائكة بالسجود الدم دخل في الجملة الملك الاصلي والملتحق بالملائكة غير ان مفارقته الملائكة في اصله حملته على مفارقتهم في الطاعة.

فقال الله تعالى لذلك ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه كما يكون الاعجمي المتعرب بين قوم العرب فاذا همت العرب بامر واجمعت عليه حمل الاعجمي على اصله المخلاف لأصل العرب على خالفهم فيقال حينئذ انه كان من الاعاجم فلذلك لم يواطئ العرب فرد الله تعالى بعد ذلك ابليس الي مساكن جنسه. واخرجه من السموات التي هي مسكن الملائكة الذين هم المال الاعلى وصار عند الارتقاء شيطان مريدا كما كان عند الدنا ملكا مقربا واما قوله تعالى. وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا [الصفات 158] فكما انه قد روي ما تقدم فانه ورد ايض ان مشركي كي العرب كانوا يقولون لأصنامهم هي بنات الله ولذلك سموها الهة. وزعموا ان عبادتها تقربهم الي الله وسموها لهذا اسما مؤنثة فقالوا والعزي ومناة وقد كانت الشياطين اذ ذاك تدخل في اجوافها وتتكلم منها فافتتنوا بها ونسبوا ذلك الكلام المسموع من الاصنام الي الله تعالى فقال الله سبحانه وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا [الصافات. 158]

لانهم سموا اصنامهم من اجل انهم كانوا يسمعون كلام الجن من اجوافها الهة وادعوا انها بنات الله تعالى فاثبتوا بين الله سبحانه وبين الجن نسبا لجهلهم بان ذلك الكلام الذي كانوا يسمعونه انما هو كلام الشياطين لا كلام الله وليست هذه الرواية

Page 278