أو بالدين نقص للدين لأنه الحجة لا حد جهلها بعد قيامها عليه بتضييع
حقها وتبديل حكمها.
مسألة
[ حجج الله لا تتحول لجهل جاهل أو علم عالم ]
ولو كان الخصمان عالمين لم يجز في العالم المحق منهما براءة برأي ولا
بدين ولا يوقف عنه برأي ولا بدين ولو بدأ البراءة من المبطل وجهل ذلك الجاهلان لأن الحجة تقوم من العالم على العالم كما تقوم من العالم على
الجاهل وعلى الضعيف وحجج الله تعالى لا تتحول لجهل من جهلها
وضعف من ضعف عنها ولا تجوز البراءة بالرأي في غير هذا الموضع.
مسألة
[ حكم المتولي للمحدث ]
وكل متول لمحدث فهو محدث مثله ومتولي متوليه محدث إذا كان
الحدث لا مخرج له من الباطل لقوله تعالى : { الذين قالوا إن الله عهد
إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل
من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلما قتلتموهم إن كنتم صادقين } (1)
فهولاء المخاطبون لم يقتلوا الرسل وإنما سماهم الله قتلة بولايتهم
لأسلافهم الذين قتلوا الرسل لأن بين المخاطبين والقاتلين بقدر خمسماية
سنة أقل أو أكثر.
النهج الثالث
في أصول الدين
مسألة
[حكم الخنزير]
في الخنزير(2)
__________
(1) 1-سورة آل عمران آية 83 .
(2) 1- الخنزير: في اللغة: ذهب أكثر اللغويين إلى أن لفظة الخنزير رباعية وحكى بن
سيده عن بعضهم أنه مشتق من خرز العين، لأنه كذلك ينظر واللفظة على هذه
ثلاثية. وفي الصحاح وتخازر الرجل : إذا ضيق جفنه ليحدد النظر. والخزر :
ضيق العين وصغرها. وجمع الخنزير: خنازير، والخنازير: قروح صلبة تحدث
في الرقبة. عن الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 2/223 .
ثبت تحريم لحم الخنزير لضرره على جسم الإنسان وعلى غيره فهو أقبح
الحيوانات يأكل القاذورات ويعيش على الأوساخ ولا يغار على أنثاه. ورد تحريم
الخنزير في البقرة قال تعالى : { إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير }
آية 173 وفي المائدة : آية 3.
قال تعالى : { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير } . والأنعام آية 145
وسورة النحل آية 115. وهذا التأكيد على تحريم المذكورات في الآيات السابقة
دليل على خطورتها على حياة الإنسان وكرامته. والله أعلم.
Page 50